تسود بلجيكا حالة نادرة من الوحدة مع اقتراب منتخبها من تصدر تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بعد الفوز على الكيان الصهيوني في تصفيات بطولة اوروبا 2016 الثلاثاء. لكن وسط هذه الاحتفالات تسود شكوك على نطاق واسع حول قيمة هذا الانجاز، حيث يقول منتقدون إنه لا يعكس بالضرورة القوة الحقيقية لكل منتخب. وستتصدر بلجيكا التصنيف الذي سيصدر في نوفمبر المقبل، بعد هزيمة المانيا صاحبة المركز الثاني أمام ايرلندا وفوز الاكوادور المفاجيء على الارجنتين المتصدرة الأسبوع الماضي. وقال بيتر يان كالكوين الصحفي الرياضي في صحيفة "هيت لاتست نيوز" اليومية: "تصدر التصنيف كان أمرا تتطلع له الدولة بأكملها". ونشرت العديد من صور احتفال المنتخب في الصفحات الأولى في صحف الأربعاء في لحظة وحدة نادرة في بلد يتحدث سكانه لغات مختلفة. وجاء في صحيفة دي مورغان في إشارة إلى فشل هولندا الغريم التقليدي في التأهل لنهائيات بطولة اوروبا 2016 "الشياطين يحتفلون (لقب منتخب بلجيكا) وحزن برتقالي (لقب المنتخب الهولندي)". وتعرض تصنيف الفيفا المعقد لانتقادات واسعة بداعي انه لا يعكس القوة الحقيقية للمنتخبات وأنه في صالح الفرق الضعيفة التي تحقق سلسلة من الانتصارات. ولم يندهش يورج شرودر الذي يشجع منتخب المانيا لهذا الأمر. وقال لرويترز: "بلجيكا في صدارة تصنيف الفيفا؟، هذه ليست مفاجأة في ظل فوضى الفيفا الحالية، لا استطيع القول إن المانيا تستحق الصدارة خاصة بعد أداء متوسط في التصفيات، لكن بلجيكا؟ من يقول هذا". وبلجيكا التي يبلغ تعداد سكانها 11 مليونا هي ثاني دولة تحتل صدارة التصنيف الذي انطلق في عام 1992 دون الفوز بكأس العالم أو بطولة اوروبا. وتصدرت هولندا التصنيف لشهر واحد في 2011، لكنها فازت على الأقل ببطولة اوروبا 1988 ووصلت إلى نهائي كأس العالم ثلاث مرات، بينما كانت الدول الأخرى التي تصدرت التصنيف هي الارجنتين والبرازيل وفرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا. واستفادت بلجيكا من وجود مجموعة من اللاعبين الموهوبين مثل تيبو كورتوا حارس مرمى تشيلسي وزميله في الفريق ايدن هازارد وكيفن دي بروين أغلى لاعب في تاريخ مانشستر سيتي ووصلت إلى دور الثمانية في كأس العالم 2014 وتقدمت إلى المركز الرابع في التصنيف. وتأتي بلجيكا في المركز الرابع في مكتب مراهنات وليام هيل كمرشح للفوز ببطولة اوروبا خلف المانيا وفرنسا واسبانيا. وقال كالكوين: "اعتقد أن التوقعات بالنسبة لبلجيكا هي التأهل للدور قبل النهائي، أي نتيجة أقل من ذلك ستكون مخيبة للآمال". ولا يبدو أن مارك فيلموتس مدرب المنتخب ولاعبيه يهتمون باقتراب تصدرهم للتنصيف لكنهم يعلمون أن هذه الرحلة كانت رائعة ويشعر القائد فينسن كومباني بالفخر بهذا الفريق. وقال كومباني للصحفيين مبتسما: "فزت بجوائز في مسيرتي ولا أعتبر هذا الأمر انجازا كبيرا لكن هولندا لم تتأهل ونحن على قمة التصنيف".