تغير الحال رأسا على عقب بالنسبة لحارس المرمى المغربي خالد العسكري، ليس في ما يخص فريقه فحسب، بعد أن كان يحمل قميص الجيش الملكي وانتقل إلى الرجاء الرياضي، بل وكذلك مستواه الذي تحسن كثيرا، بالإضافة إلى حضوره لدى الجماهير. فبينما كان الحارس خالد العسكري محط سخرية في العالم، في سبتمبر 2010، بعد أن شاهد كثيرون، عبر موقع "يوتيوب"، فيديو لخطأ ساذج ارتكبه في مرمى فريقه السابق الجيش الملكي، وأدى ثمنه غاليا، حتى إنه نزع قميصه، وخرج من الملعب، في لقطة لا مثيل لها في تاريخ الكرة العالمية، إذا به يحمل على الأكتاف، يوم السبت الأخير، بعد أدائه الجيد في مباراة فريقه الرجاء ضد مونتيري المكسيكي، عن ربع نهائي كأس العالم للأندية، بملعب أكادير. ورغم أن كثيرين في المغرب خمنوا أن العسكري، من مواليد 20 مارس 1981، فقد سبيله نحو إنهاء مساره بشكل جيد في عالم الكرة، خاصة وهو ينهار نفسيا بعد خطئه الساذج في مرمى الجيش الملكي وينعزل في بلدته النائية ميسور (شرق المغرب) حتى أنه أعطى الانطباع بمخاصمته الميادين، إلا أنه سرعان ما عاد بقوة إلى الملاعب، وهذه المرة من طريق الرجاء الرياضي، الذي جاء به من شباب الريف الحسيمي، وفتح له باب العالمية، وهو يشركه أساسيا في مونديال الأندية، بعد أن ساعد في الفوز بلقب الدوري المحلي، المؤهل أساسا إلى المونديال، بحكم أن المغرب هو محتضن الدورة. هذا الحارس الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في المباراة بين الرجاء الرياضي ومونتيري المكسيكي، وهي الجائزة التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم، تتوفر لديه مقومات حارس كبير، لطالما حلم به كل المغاربة، حتى يعوضهم عن فقدان حارس بديل لنادر المياغري، الذي بات قريبا من الاعتزال، بعد أن وضع قفازتي المنتخب الوطني جانبا، إثر النتائج السيئة ل"أسود الأطلس"، وخروجهم من تصفيات كأس العالم 2014 التي ستنظم في البرازيل. ويتميز خالد العسكري بالقوة البدنية بشكل ظاهر، كما يتميز بقوة الحضور في منطقة العمليات، سواء تعلق الأمر بالتمريرات الأرضية، أو تلك التي تأتي من فوق، ذلك أنه أثبت بالملموس أنه يكون السباق إلى كل الكرات التي تشكل خطرا على مرماه، من هجمات الخصوم، سواء أكان المهاجم وجها لوجه معه، أو لم يكن كذلك، والدليل يوجد في أكثر من مناسبة في المباراة التي جمعت فريقه الرجاء بمونتيري المكسيكي، وأبرزها على الإطلاق تلك الكرة التي سقطت أمام المهاجم كاردوزو في الدقيقة 60، وإذا بالعسكري يتصدى لها، في وقت ظن الجميع أنها صارت في شباكه. وباستعمال فقرة وردت في تقرير عن مباراة الرجاء المغربي ومونتيري المكسيكي في موقع "فيفا" على الإنترنيت، يتضح مدى الإعجاب الذي حظي به الحارس خالد العسكري، فكاتب المقال أوضح أن لاعبي مونتيري احتاجوا لبعض الدقائق للخروج من "صدمة" الهدف المباغت، قال:"ولكن مع تكاثف الدفاع الرجاوي، لم يكن أمامهم سوى التسديد من مسافات متوسطة بغية تهديد العسكري، هذا الأخير سيطر على تسديدة أولى من دلجادو (35) ثم تعامل مع أخرى أطلقها كاردوزو من داخل المنطقة (38)، ثم تعملق مع تصدي "استعراضي" لتسديدة دلجادو الماكرة التي حولها للركنية (40)". تجدر الإشارة هنا إلى أن الفضل في تألق الحارس الرجاوي خالد العسكري، وفوزه بجائزة أفضل لاعب في المباراة ضد مونتيري المكسيكي، ومحوه للصورة السيئة التي ظهر بها منذ شتنبر 2010، يعود إلى المدرب محمد فاخر، الذي انفصل عنه فريقه قبل المونديال الحالي بالمغرب، فهو الذي وضع ثقته فيه، وجاء به من شباب الريف الحسيمي، وأكد الثقة فيه أكثر حينما كان يخطئ في مرمى الرجاء فيبقيه حارسا له. كما أن مدرب الحراس مصطفى الشادلي في الرجاء، الذي يعتبر واحدا من أبرز الحراس في تاريخ الكرة المغربية، له دور كبير في المستوى الذي بلغه العسكري اليوم، وأهله لكي يحمل على الأكتاف، ويتلقى وابلا من الإشادات مباشرة، وفي مواقع الإنترنيت، باعتباره واحدا من العناصر التي صنعت التاريخ. * وكالة أنباء الأناضول