يُعول عشاق الرجاء الرياضي المغربي على نجمهم المدلل محسن متولي كي يصنع الفارق اليوم السبت في مباراة ربع نهائي كأس العالم للأندية، المقام في المغرب من 11 إلى 21 الشهر الجاري، ضد نادي مونتيري المكسيكي. وهم محقون في ذلك، إذ يحظى اللاعب الموهوب بإجماع الفنيين المغاربة على أنه يتمتع بمزايا القائد الكاريزمي. فمحسن متولي، المولود عام 1986 في مدينة الدارالبيضاء، يعتبر اليوم من أبرز اللاعبين في الدوري المغربي المحلي، إن لم يكن هو الأبرز على الإطلاق. ولا أدل على ذلك من فوز متولي بجائزة أفضل لاعب في المباراة الأولى لناديه الرجاء الرياضي في كأس العالم للأندية ضد نادي أوكلاند سيتي النيوزيلندي، بفعل حضوره الجيد، وجسارته، وتحركه في وسط الميدان، ونسبة التمريرات الفعالة التي قدمها لزملائه في خط الهجوم، وضمنها تلك التي أحرز منها زميله محسن ياجور الهدف الأول، بل وحتى الأخرى التي ضيعها. وقال الزاكي بادو، وهو أحد أبرز نجوم الكرة في المغرب وإفريقيا، والمسؤول في لجنة فنية ل"فيفا" على هامش كأس العالم للأندية، إن الجائزة جاءت بفضل الأداء المتميز للاعب محسن متولي طيلة المباراة ضد أوكلاند سيتي، ورغم أن زميله عادل كروشي نافسه في الشوط الأول، إلا أنه تفوق في الشوط الثاني على الجميع، برباطة جأشه، وحضوره بصفته قائدا جسورا. وسبق لمتولي أن حظي بالكثير من عبارات الإعجاب من عدة فنيين مغاربة، كلهم اعتبروا أن لديه مميزات مهمة، يحتاجها كل مدرب لكي يتخطى العقبات التي يضعها أمام فريقه المدرب الخصم، ذلك أنه يمتلك قوة الشخصية في الملعب، فضلا عن موهبة المراوغة في المواقع الصعبة، والضيقة، وسرعان ما يجد الحلول أثناء الهجمات المضادة، ويمضي بسرعة قصوى نحو منطقة العمليات، وحتى حينما يعلن الحكم ضربة جزاء لفائدة فريقه، فإنك تجده في مقدمة من يقبلون على الكرة لتسديدها نحو الهدف. وفي تحليلات فنية لمباريات سابقة للرجاء الرياضي المغربي، تساءل فنيون أيهما المستفيد من الآخر، هل هو المدرب محمد فاخر، الذي أهل النادي إلى كأس العالم قبل أن ينفصل عنه؟ أم تراه محسن متولي، الذي ظل يلعب للرجاء طيلة فترة تولي فاخر تدريبها، حتى حينما كان يمر بمراحل فراغ، ويطالب الجمهور بإراحته؟ وكان الجواب باستمرار أن المدرب فاخر هو المستفيد، ذلك أن قدرة متولي على تغيير النتيجة في لحظات حرجة من المباريات ظلت تصب في مصلحة مدربه، على اعتبار أنه لم يطور أداءه كثيرا مع فاخر، ذلك أنه لم يغير مكان لعبه، مع أن الكثيرين طالبوا المدرب بأن ينقله من الجهة اليسرى إلى الوسط، بداعي أنه سيجد متسعا للإبداع، ومساحات أكبر للانطلاق نحو الأمام. ولعل النقطة السلبية الوحيدة في مسار محسن متولي أنه لم يتمكن من تجريب قدراته في ناد أوروبي، واكتفى بتجربة إعارة قصيرة إلى الدوري الإماراتي، لم تضف الكثير إلا إلى رصيده يف البنك، دون أن تقدم له خدمة على المستوى الفني، وهو اليوم يطح أن تكون كأس العالم للأندية فرصته نحو الاحتراف، خاصة بعد الإشادات الكثيرة التي حظي بها، وأبرزها من مدرب أوكلاند سيتي، رومان تريبوليتيكس، الذي عبر عن انبهاره باللاعب. ومع ذلك، فمتولي بالنسبة ل"شعب الرجاء"، وهكذا يسمي عشاق النادي المغربي أنفسهم، هو أيقونة حقيقية، ومفخرة كبيرة، ذلك أنه لم يأت إلى النادي من خارجه، بل هو نتاج خالص له، تربى بين أحضان مدرسته، ولم يقض سوى فترة إعارة بسيطة في نادي اتحاد تواركة، ثم عاد ليصبح خليفة للاعبين كبار أنتجهم النادي نفسه، وبينهم على الخصوص، عبد المجيد ظلمي، ومصطفى الحداوي، ويوسف السفري، وهشام أبوشروان، وفاز معه حتى الآن ب3 ألقاب للدوري، ولقبين للكأس، وصار عنصرا أساسيا في منتخب اللاعبين المحليين، المنتظر أن يشارك في أمم إفريقيا للمحليين، شهر يناير المقبل. *وكالة أنباء الأناضول