حظي أول عقار لعلاج ضعف الرغبة الجنسية لدى النساء على موافقة إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية، لكن ذلك اقترن بتحذير من آثاره الجانبية. وسيباع العقار تحت الاسم التجاري أديي وسيعمل على تنشيط الإشارات الجنسية في المخ. بعد 17 عاما من الموافقة على "الفياغرا" كعلاج للرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (إف دي إيه) يوم أمس الثلاثاء (18.08.2015) على دواء للنساء اللائي يعانين من ضعف الرغبة الجنسية. وذكرت الإدارة أن الدواء المسمى "أديي" يهدف إلى علاج قصور واضطراب الرغبة الجنسية عند النساء قبل انقطاع الطمث. وهذا هو أول علاج توافق عليه الإدارة لأي اضطراب يتعلق بالرغبة الجنسية. وقالت الدكتورة جانيت وودكوك، مديرة مركز تقييم وأبحاث العقاقير التابع لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية: "الموافقة التي حدثت اليوم تمنح النساء اللاتي تعرضن لضغوط بسبب ضعف رغبتهن الجنسية خيارا لعلاج تمت الموافقة عليه". وجاءت موافقة الإدارة على هذا الدواء مصحوبة بتحذير من استخدامه مع الكحول. وذكرت الإدارة أن هذا الدواء يمكن أن يسبب انخفاضا شديدا في ضغط الدم وفقدان الوعي، ويمكن أن تزيد هذه المخاطر مع المريضات اللاتي يحتسين الكحوليات أو أدوية معينة. وقالت الإدارة إن هذه "الحبة القرنفلية"، والتي ستباع تحت الاسم التجاري (أديي)، من إنتاج شركة سبراوت الخاصة للمستحضرات الدوائية، لن تطرح إلا بترخيص وتحت إشراف متخصصين مدربين على الرعاية الصحية والشؤون الصيدلية لضمان الجوانب المتعلقة بالسلامة. وعقار (أديي)، واسمه الكيميائي فليبانسرين، مخصص للاستخدام قبل مرحلة انقطاع الطمث للنساء اللائي يتسبب تراجع رغبتهن الجنسية في الإصابة باضطرابات منها الاكتئاب والخمول. ويتعين تناول العقار بصفة يومية. وأطلق على عقار (أديي) اسم "الفياغرا النسائية" على الرغم من أن طريقة عمله تختلف تماما عن فياغرا الرجال التي تنتجها شركة فايزر للمستحضرات الدوائية والتي ظهرت عام 1998 بوصفها أول عقار مرخص لعلاج ضعف الانتصاب. وقالت الرابطة القومية للمستهلكين في بيان "إنه أضخم انجاز في مجال الصحة الجنسية للمرأة منذ ظهور حبوب منع الحمل وهو يضفي المشروعية والمصداقية على الغريزة الجنسية لدى المرأة بوصفها أحد المكونات المهمة للصحة". لكن جمعية (بابليك سيتزن) لحماية المستهلك التي عارضت هذا العقار في وقت سابق من العام الجاري توقعت سحب العقار من السوق في غضون سنوات من بدء طرحه "بسبب المخاطر الجسيمة على المرأة وذلك دونما فائدة ملموسة مرجوة لها". كانت إدارة الأغذية والعقاقير قد رفضت في مرتين عامي 2010 و2013 هذا العقار الذي تنتجه الشركة -التي تتخذ من نورث كارولاينا مقرا لها، تحت اسم (رالي) لكن القرار الأخير بالموافقة عليه جاء بعد أن خلصت لجنة استشارية في يونيو الماضي إلى انه يتعين إجازته شريطة الالتزام التام بشروط صارمة لضمان التوعية الوافية للمريضات بمخاطره. وبخلاف الفياغرا، التي تضاعف تدفق الدم إلى الجهاز التناسلي، فان عقار (أديي) يعمل من خلال تنشيط الإشارات الجنسية في المخ. وسيقترن عقار (أديي) بتحذيرات من آثاره الجانبية لاسيما لدى من تعانين من قصور في وظائف الكبد أو من تتعاطين العقار مع الكحوليات أو مع عقاقير أخرى مثل الاستيرويدات. * ينشربالاتفاق مع DW عربية