بعد سن 17 سنة بالنسبة إلى أي مراهق، فترة الحضر والحصار من طرف الآباء ومراقبتهم في العمر الذي قد يعد مفترق طرق يحدد مصائر أبنائهم، إلا أنه في كرة القدم يكون أمام اليافع فرصة لحرق مراحل العمر والوصول إلى أعلى المراتب مادام يملك الموهبة والعزيمة، هذا بخصوص العاديين، أما بالنسبة إلى المميزين الذين اختارتهم الأقدار أن يعيشوا حياة مختلفة الموازين، فيكون الشاب القاصر محور اهتمام العالم ومعشوق الجماهير ومقصد أهم وأكبر الشركات العالمية الباحثة عن وجه إعلاني يمرر علامتها التجارية، وبين رتابة الأولين ومثالية الثانين. تمكن هاشم مستور من أن يستوطن الحياة الخاصة التي منحته اسما رنانا يجوب كل بيت في إيطاليا وموهبة كروية تصفق لها الأيادي وتنضح لها القلوب في المغرب. نجومية مستور لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة جهد وحماس وموهبة ربانية، غير أن السرعة التي حلق بها نجم ميلان الواعد كانت لها أسباب 5 محددة. أسلوب كروي ساحر ومميز لا يختلف اثنان حول مهارات اللاعب الدولي المغربي مستور، حيث كانت التقنيات العالية التي يتمتع بها رغم صغر سنه أحد الأسباب التي جعلت عددا من الأندية الإيطالية تضعه تحت المجهر، ويبحثون سبل ضمه رغم عدم تجاوزه 12 سنة، حيث كان دائما يذكر الناس بمهارات النجم الفرنسي زين الدين زيدان وقدرته على التحكم بالكرة والتلاعب بالخصوم، كما أن مستور وقبل 3 سنوات لقب ب"ميسي الصغير" من طرف الكشافين بإيطاليا، وذلك بعدما برهن في العديد من المناسبات على علو كعبه أمام خطوط دفاع الخصوم وقدرته على الوصول إلى شباك الحراس محرزا الأهداف بطريقة "خرافية". الدعم المغربي وسط ميلان ليس فقط وجود مستور داخل فريق عريق وكبير مثل الميلان، يجعله محط الأنظار فأصغر لاعبي "الأسود" كان يحضى بدعم كبير من طرف أدريانو غالياني، نائب رئيس النادي، هذا الأخير الذي وضع مستور محور اهتماماته بسبب عشق زوجته المغربية لمواطنها الصغير، حيث كانت مليكة هزازي توصي بمعاملة هاشم بشكل خاص وتصنيفه من بين النجوم الكبار، هذا الشيء الذي سرع بتصعيد اللاعب الموسم الماضي للتواجد ضمن عناصر الفريق الأول بعدما أمر غالياني بإلحاقه ببعثة الروسونيري إلى دبي كي يتعود على الأجواء وسط عمالقة الفريق. الإعلام شريك النجاح قبل عامين لم يكن اللاعب الملقب ب"ميسي إيطاليا" معشوق زوجة غالياني فقط، بل كان اليافع المفضل لدى رجال الإعلام من بين كل ممارسي كرة القدم من سنه في إيطاليا، ففي سن 15 و 16 كان يتصدر عناوين الصحف بمقالات تبرز مواهبه الكروية وتمدح أسلوبه الأنيق، ومن صفحات الجرائد إلى البوابات الإنترنيت إلى الوجه الإعلاني لأحد أكبر شركات المشروبات الغازية في العالم، تدرج ثبت أقدام مستور وجعله واحدا من بين اللاعبين الأكثر شهرة في إيطاليا رغم صغر سنه. مستور .. اللاعب الأصغر سنا في تاريخ أسود الأطلس أخذت أسهم مستور تتضاعف في بورصة كرة القدم، بعد أن دخل الفتى الصغير سجلات الساحرة المستديرة بالمغرب في خانة تميزه عن كل من سبقوه بعدما بات اللاعب المغربي الأصغر سنا في تاريخ المنتخب المغربي، وذلك بعد مشاركة مع المنتخب في المباراة التي جمعته بالمنتخب الليبي، ضمن أولى مواجهة تصفيات كأس أمم إفريقيا 2017، مباراة واحدة جعلت من مستور محبوب الجماهير المغربية، ودفعت الجماهير لأن تقف له تصفيقا واعتزازا، وذلك بعد اختياره حمل قميص البلد الأم. قيمة مستور قد تتضاعف ما إذا تمكن من الوجود مع المنتخب الوطني في المحافل الدولية، خاصة إذا صعد أبناء الزاكي إلى نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، لتفتح في وجهه أبواب العالمية ويتحول اسمه المتداول في ايطاليا والمغرب إلى علامة كروية عالمية. تسابق الأندية الكبرى على خدمات "ميسي المغرب" في عالم كرة القدم ورغم الموهبة إلا أن ما يجعل اللاعب نجما هي قيمته المالية وأسهمه في بورصة الأندية، وعلى هذا النحو بات مستور على درب السماء التي تلمع بعمالقة الساحرة المستديرة من حيث القدر، بعدما أصبح مقصد العديد من الأندية العالمية، حيث ارتبط اسمه في الفترة الأخيرة بريال مدريد الإسباني وباريس سان جرمان الفرنسي وأياكس أمستردام الهولندي، كما أنه دخل رادار أهم وكلاء اللاعبين بالعالم. وهبّ القدر هاشم مستور الشاب مؤهلات ميزته عن أقرانه، وسبل وضعت في طريقه، لتتحد من أجل بلورة نجم قدر له أن يكون صانع الفرجة في إيطاليا وأمل الساحرة المستديرة في المغرب.