طالبت عائلات المُتهَمين في أحداث الشغب التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء، قبيل مقابلة الرجاء البيضاوي والجيش الملكي خلال أبريل الفائت، الملك محمد السادس بالتدخل الفوري للإفراج عن أبنائهم حتى "لا يضيع مستقبلهم"، محتجات في نفس الآن على مسار محاكمة هؤلاء المعتقلين منذ أسابيع خلت. ويأتي احتجاج هذه الأسر على خلفية قرار محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، اليوم الثلاثاء، والقاضي بتأجيل محاكمة المتهمين الراشدين في أعمال الشغب والتخريب المرتبطة بما سُمِّي ب"الخميس الأسود"، إلى يوم 28 ماي الجاري من أجل "إعداد الدفاع". ويُتابَع المتهمون من طرف المحكمة، التي خصصت الجلسة لملفات الراشدين البالغ عددهم 135 متهما بعد أن فصلت ملفات القاصرين عن الراشدين، بتهم منها "تكوين عصابة إجرامية، والسرقة الموصوفة، والإخلال بالأمن العام، وإلحاق خسائر بممتلكات الدولة والخواص، والتحريض على الكراهية بترديد عبارات عدوانية ومخلة بالآداب". وخرجت العديد من أمهات المعتقلين في أحداث "الخميس الأسود" من قاعة المحكمة متذمرات وباكيات، حيث شرعن في الصراخ بصوت عال: "ظلموهم"، و"الله ياخذ فيهم الحق"، وأيضا "اللهم إن هذا منكر". وانتظم أولياء أمور القاصرين والشباب المُعتقلين في وقفة أمام المحكمة رددوا من خلالها شعارات كانت أقواها مطالبتهم الملك بالتدخل العاجل: "يا أمير المؤمنين أجي تشوف المظلومين"، وأيضا "أولادنا سجنتوهم.. وأولادكم قرِّيتوهم"، و"فين الحق وفين القانون". وقالت أخت المعتقل عبد الواحد العقير، 18 عاما من مدينة سلا، إن أخاها الموجود بإصلاحية سجن عكاشة بالبيضاء، على خلفية أحداث مباراة الجيش الملكي والرجاء، "ليس مُشاغبا ولا مُخدرا ولا سارقا، مثل ما تضمنه محضر اتهاماته"، نافية عنه كل تلك التهم لأنها "ربته على غير ذلك" وفق تعبيرها. وطالبت أخت المعتقل، نيابة عن أخيها وباقي الأطفال الشباب المعتقلين، الملك برفع الجور عنهم حتى لا تضيع سنتهم الدراسية خاصة أن الامتحانات على الأبواب، مشيرة إلى أنه إذا كان أخوها قد ضُبط وهو مُخدر، فإنها تطالب بإنزال أقصى العقوبات عليه وعليها أيضا" وفق كلام أخت المعتقل. وكانت مصالح الأمن قد اعتقلت حوالي 193 شخصا يُشتبه في تورطهم في أعمال التخريب التي عرفتها بعض أحياء العاصمة الاقتصادية؛ وهي الأحداث التي طالت عددا من الممتلكات العامة والخاصة، الشيء الذي أثار حينها استياء المتضررين وساكنة المدينة.