سيكون المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، وهو يستضيف يوم السبت المقبل بالملعب الكبير بمراكش منتخب غامبيا، برسم الجولة الخامسة قبل الأخيرة من تصفيات المجموعة الإفريقية الثالثة المؤهلة للدور الحاسم والمؤهل بدوره إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، مطالبا بتحقيق الانتصار وانتظار أي كبوة لمنتخب كوت ديفوار، الذي سيحل يوم الأحد ضيفا بدار السلام على منتخب تنزانيا عن نفس الجولة. فعلى الرغم من كون الأمور باتت شبه محسومة وتصب بنسبة كبيرة في مصلحة منتخب "الفيلة"، متصدر ترتيب المجموعة بعشر نقاط (ثلاثة انتصارات وتعادل واحد)، خاصة وأنه سيستفيد من عاملي الأرض والجمهور وهو يستضيف منتخب "أسود الأطلس"، الثالث بخمس نقاط (فوز وتعادلين وهزيمة)، برسم الجولة السادسة والأخيرة، فإن عالم كرة القدم كثيرا ما احتفظ ولم يبح بأسراره كاملة إلا مع نهاية الصافرة النهائية للمباريات، الشيء الذي سيشكل دافعا لعناصر المنتخب المغربي لتحقيق فوز معنوي سيكون هو الثاني في هذه التصفيات ويستعيد من خلاله ثقته في النفس ويبقي بالتالي على بصيص الأمل الضعيف أصلا في المنافسة على بطاقة التأهل الوحيدة للمجموعة. وإذا كان الفوز على منتخب غامبيا، المتواضع الرابع والأخير بنقطة واحدة ووحيدة حققها في مباراة الجولة الأولى ببانغول أمام المنتخب المغربي، يبدو في المتناول، فإن آمال الجمهور الرياضي المغربي ستبقى معلقة على أقدام الآخرين وانتظار هدية قد تأتي من دار السلام، حيث سيعمل منتخب تنزانيا، الثاني بست نقاط (فوزين وتعاد...)، على محو آثار هزيمته السبت الماضي بمراكش 1-2 وتحقيق فوز سيكون بمثابة الإبقاء على آماله في حجز بطاقة المجموعة خصوصا وأنه سيستضيف في الجولة الأخيرة منتخب غامبيا، في الوقت الذي سيصطدم فيه المنتخبان الإيفواري والمغربي في قمة حارقة في حال فوز الأخير على منتخب غامبيا. غير أن المنتخب الغامبي، الذي استغنى عن خدمات مدربه الإيطالي لوسيانو مانشيني وأوكل مهمة الإشراف على منتخب "الأفاعي السامي" للمدرب المساعد الغامبي بيتر بونو جونسون بعد الهزيمة الكبيرة الجولة الماضية على أرضه أمام كوت ديفوار 0-3، سيحل بالمغرب من أجل العودة بنتيجة إيجابية يحفظ من خلالها ماء وجه كرة القدم الغامبية، التي تمر هي الأخرى بفترة فراغ على مستوى النتائج. ويعول الإطار الوطني خلال المواجهة المقبلة، التي ستنطلق على الساعة التاسعة ليلا والتي سيديرها طاقم تحكيم سوداني بقيادة الحكم الفاضل محمد حسن أبو شنب، أولا على الحضور الجماهيري، الذي كان غيابه يوم السبت الماضي واضحا ومؤثرا، وعلى رغبة وإصرار العناصر الوطنية على تحقيق فوز ثان للنخبة المغربية في هذه التصفيات، بعدما كانت استهلتها بتعادلين مخيبين للآمال في مباراتيها الأولى ببانغول 1-1 مع منتخب غامبيا والثانية بمراكش مع منتخب كوت ديفوار 2-2، قبل أن تتعرض لخسارة كبيرة وغير متوقعة 3-1 بدار السلام أمام منتخب تنزانيا في الجولة الثالثة. كما أن من شأن الفوز في حال تحقيقه سيساهم على الأقل في محو الصورة الباهتة والمستوى المتواضع الذي ظهرت به العناصر الوطنية في الجولات السابقة وقبل في نهائيات كأس إفريقيا للأمم الأخيرة بجنوب إفريقيا 2013 وسيساعد الشارع الرياضي المغربي على التصالح مع منتخبه وطي صفحة الماضي القريب غير المأسوف عليها وفتح أخرى جديدة كلها نجاحات تعيد لكرة القدم المغربية مكانتها اللائقة بها على المستوى القاري. ويبدو أن الطاقم التقني الوطني سيعتمد خلال هذا اللقاء على نفس تشكيلة يوم السبت الماضي مع بعض التغييرات التي قد تحدث على مستوى حراسة المرمى ووسط الميدان بعودة يونس بلهندة صانع ألعاب فريق مونبولي الفرنسي إلى التشكيلة الرسمية التي تتشكل في الأساس من خليط بين لاعبين قدامى ومخضرمين كالحارس نادي لمياغري وأحمد القنطاري وعصام عدوة وعادل هرماش وعبد العزيز برادة ويوسف العربي ووجوه جديدة خاضت أول لقاء رسمي لها مع المنتخب المغربي كمنير عبادي وياسين جبور والحاربي الجدياوي. وتتوزع المنتخبات على 10 مجموعات يتأهل بطل كل منها إلى الدور الأخير من التصفيات حيث يلعب كل منتخب مع منافسه ذهابا وإيابا لتحديد المتأهلين الخمسة إلى نهائيات المونديال. يذكر أن المنتخب المغربي سبق له أن مثل القارة السمراء في نهائيات كأس العالم أربع مرات سنوات 1970 و1986 و1994 و1998، وكان أول فريق إفريقي يتجاوز مرحلة المجموعات في النهائيات حيث تأهل لدور ثمن النهاية سنة 1986 بالمكسيك قبل أن يخرج بخسارته 1-0 أمام منتخب ألمانيا.