يبدو أن "الشاطر" في صفقة الغابوني، ماليك إيفونا، كان هو سعيد الناصيري، رئيس الوداد البيضاوي. هذا على الأقل ما تشير إليه قيمة الصفقة، وتصريحات رئيس الزمالك المصري، مرتضى منصور، الذي كشف أن "اتفاق مسبق" بينه وبين رئيس ال WAC كان ضروريا لجعل لاعب مثل ماليك إيفونا يصل إلى حد "الأسطورة" في الإعلام المصري طيلة أسابيع طويلة، عكسه الاحتفاء الكبير في مطار القاهرة صباح الأحد الماضي عند وصول اللاعب لمصر بعد عبوره "صحراء الناصيري" الذي باع عقد لاعب عادي، بمبلغ غير عادي، فاق المليوني دولار، وهي قيمة مالية تعجز بعض الأندية الأوروبية اليوم لدفع مثلها في لاعب متوسط المستوى في بورصة اللاعبين. رئيس فريق الزمالك المصري الغريم التقليدي للأهلي في قاهرة المُعز لِدين الله الفاطمي، خرج بتصريح مثير حول الاتفاق "السري" بينه وبين رئيس الوداد البيضاوي، سعيد الناصيري الذي يبدو أنه لعب دور المفاوض في رفع قيمة إيفونا بشكل "محترف" بعد أن رفع سعر اللاعب الغابوني من 400 ألف دولار عند بداية التفاوض إلى أزيد من مليوني دولا عند إنهاء الصفقة التي أسالت الكثير من المداد والجدل في مصر إلى حد "العداوة". رئيس الزمالك أكد في تصريح تلفزيوني لإحدى القنوات المصرية أنه "لم يدخل أبدا للتنافس على صفقة إيفونا"، مشيرا أن اتفاقا جمعه مع رئيس الوداد البيضاوي، سعيد الناصيري الذي وصفه ب"الصديق" مفاده أن يجعلا من نادي الأهلي المصري يدفع ما لديه من أموال لسوق الانتقالات الصيفية في صفقة واحدة، مُتعلقة بشراء عقد ماليك إيفونا. "هذا هو الاتفاق". يضيف رئيس الزمالك الذي كان يهدف بالأساس لِلَطمِ "عدُوه الكروي" في مصر بأن يجعله يدفع الملايين في لاعب قيمته في الإعلام أكبر من قيمته في الملعب. وأشار مرتضى منصور أن هذا ما اتفق عليه مع الناصيري كي يدخل فريق الزمالك سوق الانتقالات بدون منافس، وهو ما وافقه عليه رئيس ال WAC ولعب لعبة شدّ الحبل ورفع السعر من خلال التشدد في توقيع عقد بيع إيفونا. الناصيري نفسه، كان قد أوضح في تصريح ل"هسبورت" أن بعض التفاصيل التي اعتبرها البعض تماطلاً وتلاعباً بمشاعر الجماهير سواء الودادية أو الأهلاوية، كانت كفيلة برفع قيمة اللاعب المالية ضماناً لمصلحة خزينة الوداد. واعترف بأن غالبية مواقفه وتصريحاته التي ربطت تسريح إيفونا بقرار المدرب جون توشاك تارةً، ونفت تارةً أخرى نيته كرئيس في التخلي عن خدمات هدافه، (اعترف) بأنها لم تكن سوى وسائل للرفع من قيمة اللاعب المالية في ظل رغبة الأهلي والزمالك الجامحة في الفوز بخدماته، مردفاً "لكل طرق تسيير أمور فريقه، وما يهم هو أنني ضمنت للوداد أكبر قدر من قيمة انتقال إيفونا علماً أنه كان يصر على مغادرة الوداد، وهذا بحد ذاته نجاح". ويبدو أن "لعبة الناصيري/ومنصور" قد وفّت بوعودها، بعد أن صرف الأهلي المصري أزيد من مليوني دولار لشراء عقد إيفونا، مع العلم سعيد الناصيري سبق له أن خرج في أكثر من تصريح إعلامي ليؤكد أن إيفونا ليس للبيع، كما خرج رئيس الزمالك ليصرح في أكثر من مرة أن إيفونا سيصبح زملكاويا بعد اتفاقه مع الوداد البيضاوي على كل التفاصيل، وهو ما أجّج الصراع، ودفع الأهلي المصري لأن يعتبر صفقة إيفونا "تحد خاص" لغريمه التقليدي، كان لا بد أن يفوز به حتى وإن دفع قيمة مالية كبيرة للاعب ليس بالكبير فنيا حسب أغلب المحلليين الرياضيين.