أجمعت كل عناصر كرة القدم في البرتغال من لاعبين قدامى ومدربين ومحللين وصحفيين رياضيين على أن صفقة إنتقال الحارس الدولي الإسباني، إيكر كاسياس، من صفوف ريال مدريد إلى بورتو هي الأكثر صيتا وقوة في تاريخ كرة القدم البرتغالية بأسرها. ووفقا لتصنيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم للدوريات الأوروبية، يحتل الدوري البرتغالي المرتبة الرابعة من حيث الأهمية بين الدوريات الكبرى بعد الإسباني والإنجليزي والإيطالي، وعلى الرغم من أنه يأتي في مرتبة متقدمة عن نظيره الفرنسي، إلا أنه لم ينجح على مر التاريخ في استقطاب أسماء لامعة في عالم الساحرة المستديرة. فواقع الأمر يقول أن الأندية البرتغالية متمرسة في المخاطرة باستقدام لاعبين شباب واعدين بأسعار زهيدة، تمتلك دول أمريكا اللاتينية نصيب الأسد منها، حيث تقوم الأندبية بصقل هؤلاء اللاعبين وتحويلهم إلى نجوم، كما هو الحال مع اللاعبين الكولومبيين أمثال جيمس رودريجيز وفالكاو وجاكسون مارتينيز والبرازيليين راميرس وهالك والأرجنتيين أنخل دي ماريا وماركوس روخو. إلا أن أصداء صفقة إنتقال القائد الحالي لمنتخب لاروخا ونادي الميرينجي الملكي، كاسياس، سيكون لها بالغ الأثر في توجيه الأنظار صوب البطولة البرتغالية بشكل ملحوظ. وأشار المتخصص في كرة القدم الدولية والمحلل في عدة وسائل إعلامية، لويس فريتاس لوبو، في تصريحات ل(إفى): "كاسياس فاز بلقبين لكأس أوروبا ولقب لكأس العالم، كما فاز بلقب دوري الأبطال.. لم يتواجد لاعب في الدوري البرتغالي من قبل يمتلك هذه السيرة الذاتية الكبيرة". وإمتدح فرييتاس أيضا شجاعة قائد المنتخب الإسباني (34 عاما) على تفضيله لاستكمال مسيرته مع ناد آخر سيلعب في دوري الأبطال الموسم القادم على أن يستمع "للوعود البراقة" ويعتزل كرة القدم. وإعترف بدوره: "يجب أن تتحلى بالشجاعة عندما تقرر الخروج من ريال مدريد وتأتي إلى بورتو وتلعب في بطولة أقل في المستوى من نظيرتها الإسبانية، لكي تظل في أجواء المنافسة". ومن جانبه، شدد البرتغالي خوسيه موتا ،المدير الفني الحالي لفريق جيل فيسنتي وصاحب التجربة الكبيرة في الدوري البرتغالي، على أهمية صفقة كاسياس من الناحية التسويقية. "هو أحد أكثر اللاعبين تاريخا مع ريال مدريد،النادي الأكبر في العالم. فتسويقيا، ستتجه أنظار العالم إلى بورتو وإلى الدوري البرتغالي". وعن الأقاويل التي تتحدث عن "أسبنة" العملاق البرتغالي منذ تولي المدرب الإسباني (جولين لوبتيجي) تدريب الفريق، إعترف موتا بفقدان الهوية البرتغالية خلال السنوات الأخيرة، ولكنه لا يعتبر أن هذا الانتداب هو سبب تفاقم المشكلة. ومن جانبه، أثنى، دانييل كارفاليو، أحد لاعبي المنتخب البرتغالي السابقين الذي لعب في صفوف عديد الأندية الأوروبية كسبورتنج لشبونة وبنفيكا ووستهام يونايتد وأياكس، على صفقة إنتقال كاسياس لبورتو حيث يعتقد أن مردودها سيكون إيجابيا على "التنين البرتغالي". وقال "المسألة ليست فقط أن هذه الحالة فريدة من نوعها، ولكن كاسياس هو أحد أفضل اللاعبين في التاريخ". ودافع كارفالييو عن هذه الصفقة بشدة: "هيلتون، الحارس الأساسي في مباريات الموسم الماضي الأخيرة وأحد الأساطير الحية في النادي، حارس جيد ولكنه يبلغ من العمر 36 عاما فضلا عن عودته الوشيكة من إصابة معقدة. في المقابل، كاسياس حارس عظيم وبطل العالم وأوروبا مع منتخب بلاده... هو يختلف كثيرا".