لم يعجب كثيرون به عند الإعلان عنه، لكن قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بزيادة عدد الفرق المشاركة في نهائيات بطولة أوروبا 2016 إلى24 فريقا، بث الحياة في التصفيات، بعدما تجرأت عدة منتخبات وباتت تحلم بالظهور في بطولة كبرى للمرة الأولى في تاريخها. ومع انقضاء النصف الأول من مشوار التصفيات باتت منتخبات، أما لم يسبق لها الظهور في نهائيات كبرى أو غابت عن مثل هذه البطولات منذ مدة طويلة، مثل ويلز وايسلندا وايرلندا الشمالية والبانيا والنرويج على طريق التأهل للنهائيات التي ستقام في فرنسا العام المقبل. وفي الوقت نفسه فان قوى تقليدية مثل ايطاليا وألمانيا وهولندا واسبانيا حاملة اللقب أهدرت عددا من النقاط في حين لم تحصل على العلامة الكاملة من النقاط سوى انجلتراوسلوفاكيا بعد انقضاء أول خمس جولات وتبقى خمس جولات مماثلة. وعلى سبيل المثال فان الاتحاد الانجليزي لكرة القدم ربما لا يكون سعيدا باللعب في مواجهة فرق مثل سان مارينو واستونيا وليتوانيا لكن في الجانب الأخر فان هناك زيادة في عدد المباريات الجيدة في ظل وجود عدد أكبر من الفرق. وكان الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي اتخذ قرار زيادة عدد الفرق في النهائيات إلى 24 فريقا قبل سبع سنوات وواجه وقتها انتقادات واتهامات بتدمير "النظام المثالي"، وبتقليل قيمة البطولة بإشراك ما يعادل نصف الدول الأعضاء في الاتحاد. لكنه الآن يملك من الأسباب ما يكفي للدفاع عن القرار الذي أثاره في البداية الأمين العام السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الاسكتلندي ديفيد تيلور الذي توفي في العام الماضي. وقال بلاتيني: "لابد أن نرجع الفضل في ذلك إلى ديفيد ومن المؤسف أنه ليس موجودا ليشهد تحقيق ذلك، لقد كان على صواب والدليل هو التطور الذي سارت فيه البطولة، هناك المزيد من الدول التي أدى الأمل إلى رفع مستوى أدائها". وأضاف: "الكرة الأوروبية الآن أصبحت من نوعية عالية جدا لدرجة وجود 24 منتخبا تستحق الظهور في النهائيات، فلماذا نحرمهم من ذلك، لا يزال التأهل صعبا عليهم لكن هذا جزء مما يقوم به الاتحاد الأوروبي وهو تطوير كرة القدم عبر كافة أنحاء أوروبا وهذه هي احدى الوسائل لتحقيق ذلك". وحسب النظام الحالي يتأهل أول وثاني كل من المجموعات التسع مباشرة إلى النهائيات إلى جانب أفضل فريق من أصحاب المركز الثالث بعد استبعاد النتائج في مواجهة فريق المركز السادس في كل مجموعة وبهذا يصبح العدد 19 فريقا ويصبح العدد 20 فريقا بوجود الدولة المضيفة فرنسا. وستتنافس ثمانية فرق من أصحاب المركز الثالث على أربعة بطاقات أخرى في النهائيات. وبهذا فان ويلز في طريق الظهور الأول في النهائيات منذ مشاركتها الوحيدة في البطولة التي أقيمت في السويد في 1958. وتحتل ويلز حاليا التي يلعب لها جاريث بيل نجم ريال مدريد وأغلى لاعب في العالم المركز الثاني في المجموعة الثانية بفارق الأهداف عن بلجيكا صاحبة الصدارة برصيد 11 نقطة. وقال كريس كولمان مدرب ويلز الذي فشل كلاعب في التأهل لأي نهائيات كبرى: "لعبت مع منتخب ويلز في 1994 و2004 وأوشكنا على التأهل، والآن أمامنا فرصة للتقدم خطوة إضافية إلى الأمام". أما ايسلندا فكانت أفضل نتيجة تحققها في بطولة كبرى هي الوصول للملحق الأوروبي لتصفيات كأس العالم 2014 عندما خرجت أمام كرواتيا. وتنتظر سلوفاكيا التي تتفوق بثلاث نقاط على اسبانيا حاملة اللقب في المجموعة الثالثة الظهور الأول في البطولة منذ أن بدأت تنافس كدولة مستقلة في 1996 بعد أن شاركت نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا.