لا يزال نجم ليون الفرنسي الصاعد نبيل فقير (21 عاما) حائرا في اتخاذ قرار قد يحدد مسيرته مستقبلا في ظل بحثه عن سؤال يحتاج لاجابة حاسمة: هل يلعب في فرنسا حيث ولد ويعيش الواقع؟ أم بإسم الجزائر التي تعود لها أصول عائلته؟. وساهمت مهارة وامكانيات فقير ورؤيته للملعب في جعله لاعبا حاسما في وسط ليون الذي يتصدر حاليا الدوري الفرنسي بل واهتمام عدد كبير من الأندية الأوروبية بضمه. ويحتاج فقير الذي سجل هذا الموسم 13 هدفا وصنع سبعة مثلهم في 27 مباراة في الوقت الحالي لحسم قرار المنتخب الذي سيلعب له حيث أن هذا الأمر يتصدر أجندة أولوياته. ويبدو اللاعب الشاب حائرا بين أمرين: الأول يتمثل في الضغوط العائلية للعب بإسم الجزائر والثاني هو وجهة النظر الاحترافية التي تقول أن منتخب ال"ديوك" هو الخيار الأمثل بالنسبة له. ووضع المدير الفني لمنتخب الجزائر، الفرنسي كريستيان جوركوف والد يونان جوركوف زميل فقير في ليون، اللاعب في قائمته المبدئية لمعسكر منتخب "ثعالب الصحراء" نهاية الشهر الجاري في قطر. وقام جوركوف بهذا الأمر عقب الاتصال هاتفيا باللاعب ووفقا للاتحاد الجزائري لكرة القدم فقد حصل منه على موافقته، ولكن وفقا لصحيفة (ليكيب) الفرنسية فإن فقير اتصل بعدها بمدرب الجزائر ليخبره بأنه غير رأيه واختار اللعب بإسم فرنسا. وسيعلن المدير الفني لمنتخب فرنسا، ديدييه ديشامب في 19 من الشهر الجاري قائمة اللاعبين الذين سيستدعيهم للمشاركة في مواجهتي البرازيل والدنمارك يومي 26 و29 من نفس الشهر والتي قد تشهد أيضا ضم فقير. وتعد الخبرة الدولية الوحيدة لفقير في الوقت الحالي مع منتخب فرنسا تحت 21 عاما وكانت في أكتوبر الماضي. ولن يندم فقير اذا ما قرر الآن اللعب بإسم "الديوك" حيث أنه لن يشارك في أي مباراة رسمية حتى موعد كأس الأمم الأوروبية 2016 التي ستحتضنها فرنسا، وهو الأمر الذي سيكون ورقة رابحة في يده لأن المبارايات الودية لن تمنعه من اللعب بإسم الجزائر اذا ما غير رأيه قبل يورو 2016. هكذا يبدو الأمر ظاهريا، ولكن بالتعمق أكثر فإن كل المؤشرات تقول أنه اذا ما قرر اللعب وديا بإسم واحد من المنتخبين فإن الآخر سيغلق أبوابه أمامه بشكل نهائي، خاصة الاتحاد الجزائري الذي قام بانشاء لجنة خاصة لاستبعاد اللاعبين الذين يضرون بصورة المنتخب. وفي الوقت الذي لا يزال خلاله اللاعب يفكر في الخيارات الموجودة أمامه، فإن حرب التصريحات المتبادلة بدأت بين ليون، الذي يفضل انضمام اللاعب لفرنسا، والاتحاد الجزائري. واذا ما اختار فقير اللعب بإسم "الأفناك" فإنه سيضطر للمشاركة كل عامين في كأس الأمم الأفريقية، وهو الشيء الذي قد يخفض من سعره في السوق وبالتالي يضر ليون الذي يرغب في تجديد تعاقده الذي ينتهي في يونيو/حزيران 2016 لبيعه لاحقا بأكبر مكسب عندما تسنح الفرصة. وحصل اللاعب على تأهيله في نادي فاولكس بضواحي ليون وكان محاطا بأصدقاء من أصول جزائرية، وهو ما يؤكد مدى الصعوبة النفسية التي يواجهها فقير في اتخاذ القرار. وكافح اللاعب للعب في ليون ولكن مستواه المتميز في بطولة كأس جامبارديلا فتحت له أبواب أهم نادي في منطقته، حيث ظل في فريق الرديف خلال موسه الأول قبل أن يقفز الموسم الحالي للفريق الأول ويقدم أداء متميزا وسط ثقة متناهية من مدربه هوبير فورنييه. على أي حال فقير لاعب قوي الشخصي، فعلى سبيل المثال تمكن في مواجهة مونبيليه الأحد الماضي بالليجا حينما كان الجميع يتحدث بخصوص مدى الضغط الواقع عليه، من تسجيل هدفين في المباراة التي انتهت لصالح فريقه بنتيجة 5-1.