أودى فيروس الإيبولا بحياة الآلاف في قارة أفريقيا، لكنه أسدى خدمة جليلة إلى منتخب غينيا الاستوائية لكرة القدم، بعد أن منحه فرصة المشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية للمرة الثانية في تاريخه. وكان من المقرر أن تقام منافسات النسخة الثلاثين من الحدث (كان 2015) في المغرب، إلا أن الأخير طالب بتأجيل البطولة خشية حدوث ما لا يحمد عقباه جراء انتشار الفيروس عبر التجمعات الجماهيرية الكبيرة المنتظر توافدها لحضور المباريات، الأمر الذي رفضه الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف). وبعد يومين فقط من معاقبة المغرب بحرمانه من الاستضافة، أعلن الكاف أن البطولة قد نقلت إلى غينيا الاستوائية، وذلك قبل نحو شهرين فحسب على انطلاق مبارياتها في 17 من الشهر الجاري. وستكون هذه المشاركة هي الثانية في العرس الأفريقي لغينيا الاستوائية، التي لم يسبق لها أن تجاوزت التصفيات المؤهلة من قبل، حيث ستلعب للمرة الثانية من بوابة المضيف. وتعود المشاركة الأولى إلى ثلاثة أعوام فقط مرت، حيث تقاسمت شرف استضافة النسخة الثامنة والعشرين من البطولة مع الجابون في 2012 واستطاعت حينها استثمار عنصري الأرض والجمهور لبلوغ دور الثمانية. وفي مباراة افتتاح البطولة يوم 21 يناير 2012 ، تفوق منتخب "نزالانج ناسيونال" (أو الرعد) على نظيره الليبي بهدف لنجم وسطه خابيير بالبوا من تسلل، قبل أن يحقق فوزا ملحميا على السنغال 2-1 في الوقت بدل الضائع ليضمن بلوغ دور الثمانية في مشاركته الأولى. لكن الخسارة بهدف في ختام لقاءات المجموعة أمام زامبيا، وضعته في صدام مع كوت ديفوار، لينتهي الحلم مع الخسارة بثلاثية دون رد أمام الأفيال بواقع هدفين لديدييه دروجبا وآخر ليايا توريه. وعلى نفس الملعب الذي استضاف لقاء ليبيا، بمدينة باتا الذي يتسع لنحو 36 ألف متفرج، سيقص أيضا شريطة النسخة المقبلة بمواجهة الكونغو يوم 17 يناير الجاري، كما سيلعب عليه مواجهتيه اللاحقتين أمام بوركينا فاسو والجابون يومي 21 و25 من نفس الشهر على الترتيب. وعلى المستوى الفني عين الأرجنتيني استيبان بيكر مدربا للفريق قبل أيام من انطلاق البطولة، علما بأن أهم مناصبه كان تدريب منتخب البلد الأفريقي للسيدات. وكان المدير الفني السابق الإسباني أندوني جويكوتشيا قد أقيل قبل ثلاثة أسابيع فقط من البطولة، في قرار تم تبريره من قبل وسائل الإعلام المحلية على أنه نجم عن تغيير مجلس إدارة اتحاد الكرة في البلاد. وسيعتمد بيكر على قائمة أعلنت قبل مجيئه قوامها من الشباب، مع وجود بعض أصحاب الخبرة مثل ثنائي الدفاع روي وسيبو، وفي الوسط العجوز جوفينال أونو (35 عاما) وراندي صاحب هدف في مرمى السنغال وبالبوا، فيما لم يسجل جميع مهاجمي الفريق على المستوى الدولي سوى هدفا واحدا، حمل توقيع إيفان بولادو.