سافر تاماتي ويليامز إلى أهم المدن الأوروبية كعارض أزياء، ولكن حبه للكرة أعاده إلى نيوزيلندا. وبعد تسع سنوات صد ركلة جزاء وصنع التاريخ لأوكلاند سيتي، بعد أن أخرج المغرب التطواني من الدور الأول للموندياليتو وصعد بزملائه لمواجهة بطل زندية إفريقيا، وفاق سطيف الجزائري. لماذا الذهاب والرجوع من وإلى المدن الأكثر سحراً في أوروبا؟ لماذا تفعل ذلك إذا كان باستطاعتك العودة إلى أرض الوطن لركوب سيارة مع ستة من رفاقك والذهاب إلى التداريب مرتين في الأسبوع وتحقيق حلم لعب كرة القدم؟ هذا هو التساؤل الذي طرح على نفسه عام 2005 تاماتي ويليامز، البالغ من العمر 21 عاماً آنذاك، وكان مقتنعاً دائماً بالجواب، ولكنه أصبح أكثر اقتناعاً بعد الليلة الباردة في الرباط التي تحول فيها عارض الأزياء السابق إلى بطل أوكلاند سيتي بصده ركلة جزاء في سلسلة ركلات الترجيح ضد المغرب التطواني ليتأهل الفريق النيوزيلندي للمرة الثانية في تاريخه إلى الدور ربع النهائي من كأس العالم للأندية. وصرح ويليامز لموقع FIFA بعد دقائق من الاحتفال الهستيري بالانتصار قائلاً "إنه من الرائع أن تكون طرفاً في مثل هذه اللحظات. (في غرفة خلع الملابس) رقصنا وغنينا أغاني الفريق وتعانقنا وذرفنا بعض الدموع... إنه أمر جميل حقاً،" مضيفاً "احتفلنا بدون كحول لأنه تنتظرنا مباراة يوم السبت." ستكون المباراة المقبلة ضد وفاق سطيف، بطل أفريقيا، ولكن لا يزال الوقت مبكراً للحديث عن هذه المواجهة. وتحدث ويليامز عن أسباب نجاح أوكلاند في تحقيق التأهل بعد التعادل 0-0 في الوقت الأصلي والفوز 4-3 في ركلات الترجيح قائلاً "بعد التعادل (في مباراة ودية) ضد أوزبكستان آمنا بحظوظنا. كان ذلك بمثابة حافز لجميع اللاعبين الأساسيين والبدلاء والجهاز الفني... وكلنا قدمنا كل ما في جعبتنا ولعبنا بشكل جيد أحياناً ومتواضع أحياناً أخرى. هذا ما يحتاجه الفريق في مبارايات مثل هذه، لا سيما ضد فريق أقوى منا على الورق." كانت صدتك للاعب أحمد جحوح في التسديدة الأولى للمغرب التطواني حاسمة على غير المعتاد. وتذكر ويليامز ضاحكاً "إنها ثاني ضربة جزاء أصدها في حياتي. الأولى عندما كنت في المدرسة وكان عمري آنذاك 16 عاماً. وفزنا أيضاً. أعتقد أن في هذه المرة كان الجمهور أكثر قليلاً..." قبل أن يتابع بجدية وشيء من التباهي "أشعر بخيبة أمل لأنه كان بإمكاني صد ركلتين أخريين. كان بإمكاني صد ثلاث ركلات." القفازات وعرض الأزياء علق توماتي أو توماس باللغة الماورية عن اسمه قائلاً "وددت لو أنه يعني 'شجرة عملاقة وقوية' ولكنه يعني توماس فقط." لعب ويليامز الذي يحب حراسة المرمى منذ الطفولة في منتخب نيوزيلندا من فئة 16 سنة إلى فئة 23 سنة، كما لعب مع منتخب الكبار الذي فشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم ألمانيا 2006. وفي يوم من الأيام أتيحت له فرصة جديدة بفضل جاذبيته. وعلق عن دخوله إلى عالم عرض الأزياء قائلاً "كنت في المنتخب وجاءت الفرصة وحدها." سافر توماتي لمدة 18 شهراً عبر العالم إلى مدن مثل باريس، لندن، نيويورك... ولكن شيئاً ما لم يكن على ما يرام: "لم تكن فترة جميلة. كنت قد مللت من تلك الحياة والسفر هناك وهناك. لم أحب أبداً عالم الموضة. أنا أحب الرياضة." قرر ويليامز العودة إلى نيوزيلندا وتحديداً إلى نادي وايكاتو. وعاش هناك تجارب أخرى مع الموضة، ولكن الغلبة في النهاية كانت لكرة القدم ولأوكلاند سيتي. وقد فاز طالب العلوم البيولوجية المعجب بحارس المرمى جيانلويجي بوفون بدوري أبطال أوقيانوسيا OFC ثلاث مرات وبالدوري النيوزيلندي مرة واحدة. وسيكون يوم السبت المقبل أمام تحدي كبير آخر في المغرب. حيث ختم حديثه قائلاً "كرة القدم هي رياضة جميلة تسمح بتحقيق انتصارات غير متوقعة كذلك الذي حققناه اليوم. الآن سنرى كيف سنستعيد قوانا، ولكن أتمنى أن نعيد الكرة مرة أخرى."