لا مجال ليتجادل اثنان حول القيمة التي تضفيها الجماهير البيضاوية في مباريات الديربي، حتى أن احتفالية المدرجات قبل وأثناء اللقاء، باتت توصل المتتبع لمرحلة الإشباع، تجعله في غنًى عن متابعة طبق كروي تكتيكي بامتياز، رغم أن الديربي 117، سوق بشكل جيد، إلى حد ما، للكرة الوطنية، في حضور مميز للإعلام العالمي. وكعادتها، لم تبخل جماهير الماغانا وفريميجة في مباراة منفصلة، بنكهة إبداعية في مدرجات ملعب مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، التي تفننت في رفع تيفوهات معبرة، أرغمت عدسات المصورين على رصد تفاصيلها بعناية، لكن بين الفن الأخضر والإبداع الأحمر، رصدت عدسات "هسبريس الرياضية" الانفلات الأسود الذي شكل الاستثناء في هذا اللقاء. عمت حالة من الفوضى المدرجات الجنوبية لمركب محمد الخامس المخصصة للجماهير الرجاوية، حيث أجج الهدف الثاني للوداديين في مرمى العسكري غضب "الجراد" ليفقد صغار المنتمين لمجموعة درب سلطان وفصيل فريدوم التحكم في أعصابهم ليصبوا جام غضبهم في "ظْهْر بعضِيَاتهُم" باستعمال العصي والمظلات. وتذمر الفصيلين النشيطين المشجعين للرجاء البيضاوي، "غرين بويز" و"إلترا إيغلز"، هذا الأخير الذي تفنن في تحضير تيفوهين في قيمة الإبداع والدقة، (تذمر) من هذا التصرف الذي أثر على الصورة العامة للجمهور الرجاوي في هذا اللقاء. ونسب الفصيلين المذكورين هذه الأحداث إلى صغار المنتمين لمجموعة درب سلطان و "إلترا فريدوم" المساندين للفريق الأخضر، مؤكدين أن نتيجة اللقاء والأداء "المتخاذل" لمجموعة من لاعبي الفريق ساهما حفزا نشوب الصراع بين المعنيين في المدرجات. لقطة أخرى عكرت الجو الاحتفالي في المدرجات وعرقلت السير العادي للمقابلة، وهي اقتحام أحد أفراد الجمهور أرضية الملعب دون هدف، حيث كلما نفكر في الجزم بأنها انقرضت من الملاعب الوطنية إلى وظهرت من جديد لتأكد العكس وتبرز المستوى الإدراكي لصاحب الفعل. الأمر ورغم سلبيته لكنه نشاهده حتى في المباريات الكبرى التي تتميز بتنظيم من المستوى العالي في الملاعب الأوروبية، غير أن الهدف منها ونتائجها، يبرز الفرق بين العقليات. فحين يغامر شخص بالدخول لأرضية الملعب في أوروبا من أجل معانقة ميسي أو للتعبير عن إعجابه برونالدو، قبل أن يقع تحت قبضة رجال الأمن لإخضاعه لمجموعة من الإجراءات الإدارية، ليس كحال مغامرة حقيقية لمشجع مغربي يقتحم أرضية الملعب من أجل الإقتحام، ليجد نفسه "معلقاً" بين أيادي رجال الأمن بمختلف رتبهم، قبل مواجهة قدره وهات ردهات مخافر الشرطة المغربية، مغامرة لن تمر حتماً بدون عقاب ملموس.