يعيش الشارع المغربي حالة من الترقب في انتظار الرد الرسمي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم على طلب المغرب تأجيل كأس أمم إفريقيا إلى موعد لاحق، خوفا من تفشي وباء إيبولا بشكل أكبر في القارة الإفريقية، وذلك عند اجتماع المكتب التنفيذي لل"كاف" بالجزائر، الأحد المقبل، على هامش مباراة إياب نهائي كأس رابطة أبطال إفريقيا بين وفاق سطيف الجزائري وفيتا كلوب الكونغولي. الوفد المغربي الذي تنقل مساء الثلاثاء الماضي إلى الكاميرون، وضم كلا من محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، وكريم عكاري، الكاتب العام للوزارة ذاتها، وفوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ونائبه نور الدين البوشحاتي، ومستشار جامعة الكرة، سعيد بلخياط، بسط كل التفاصيل المتعلقة بطلبه تأجيل العرس الإفريقي إلى وقت لاحق على الرجل الأول في الجهاز الوصي على اللعبة في إفريقيا، وحاول بشتى الوسائل والحجج إيصال فكرة أن التأجيل جاء بعد دراسة معمقة للعواقب المنتظرة على "الصحة الإفريقية" في حال تم تنظيم الكأس في موعدها في ظل تنامي الفيروس القاتل. وأكد مصدر رفيع المستوى في تصريح خاص ل"هسبريس الرياضية" أن اللجنة، التي ضمت أيضا ممثلا عن وزارة الصحة المغربية، بادرت بتنظيم لقاء مع عيسى حياتو قبل اتخاذ "كاف" لقرارها النهائي، "وذلك لمناقشة طلب التأجيل من كل جوانبه وتفاصيله الدقيقة، والذي يهدف إلى الحفاظ على سلامة المواطنين المغاربة والأفارقة معا". وآثر أعضاء اللجنة التي زارت حياتو في حديث مع هسبريس الرياضية عدم الكشف عن أي معطيات أو تفاصيل أخرى حول الاجتماع المعلوم، مكتفية بالقول "إن الاجتماع مر كما خطط له في بادئ الأمر، وأن المسؤولين المغاربة نجحوا في إيصال فكرتهم بشكل سليم وواضح لرئيس الكونفدرالية". وأشار مصدر مسؤول إلى أن امتناع أعضاء اللجنة في الخوض في تفاصيل أدق حول الاجتماع جاء بتوصية من مسؤولين بارزين، مضيفا أن ذلك يصب في مصلحة الطلب المغربي عند اجتماع المكتب التنفيذي للكونفدرالية، "حتى لا يقع أي تحريف أو استنتاجات مغلوطة قد تضر بمصلحة المغرب". جدير بالذكر أن المغرب هو من بادر لتنظيم اجتماع مع عيسى حياتو أمس الأربعاء، إذ كان مقررا ألا يجالس أعضاء "الكاف" المسؤولين المغاربة، حتى الإثنين المقبل، بعد اتخاذهم للقرار النهائي في اجتماع يوم الأحد بالجزائر. هذا وكان غالبية المعلقين المغاربة على طلب المغرب تأجيل "الكان" بسبب المخاوف من فيروس إيبولا، قد أيدوا قرار الحكومة المغربية، رغم حبهم الكبير للعبة، وانتظارهم احتضان المغرب للعرس القاري منذ قرابة 26 سنة، تاريخ أول وآخر كأس قارية ينظمها المغرب. ولم يبدي الاتحاد الدولي "فيفا" في بيانه الأخير تخوفا كبيرا من تفشي المرض في مناطق جديدة من القارة الإفريقية، بعد تأييدها لقرار "كاف" بنقل المباريات الدولية التي تكون فيه منتخبات غينيا، سيراليون وليبيريا، هي المستضيفة إلى بلد محايد، مع اتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة، دون الإشارة إلى منع أي نشاط كروي بالدول الأخرى.