تأكد مما لا يترك مجالا للشك، عجز إدارة نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم، عن تلبية مطالب الطاقم التقني للفريق وجمهوره العريض، بخصوص موضوع الانتدابات خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي اضطر الرئيس السابق جواد الزيات إلى رفع الراية البيضاء مستسلما للضغط، مقدما استقالته من رئاسة النادي، ليخلفه نائبه الأول رشيد الأندلسي. وبات موضوع الانتدابات يُرهق إدارة النادي ومسيريه بمن فيهم "الحكماء" الذين عجزوا عن تلبية مطالب المدرب جمال سلامي ومناصري الفريق بتطعيم مراكز الخصاص خلال فترة الانتقالات، لا سيما وأن النادي يلعب على أكثر من واجهة، وسط منافسة محلية قوية من فرق وطنية تعاقدت مع أجود اللاعبين، وأخرى قارية تضع الفريق "الأخضر" في مواجهة فرق متمرسة وتعج بأسماء جيدة. ربان سفينة "النسور" جمال سلامي، طالب الصيف الماضي بالتعاقد مع ثلاثة لاعبين على الأقل قادرين على ضخ دماء جديدة في شرايين "النسور"، مطلب لم تُلبه الإدارة، ويتضح أنها تسير على المنوال نفسه خلال "المركاتو" الشتوي الحالي، ما أغضب مناصري الفريق وأثار حفيظتهم وهم الذين عهدوا "النسر" محلقا محليا وقاريا. فشل إدارة الرجاء في التعاقد مع بعض الأسماء بات العنوان الأبرز للمكتب المسير الحالي الذي وقع في أخطاء متعددة على مستويات مختلفة، منها ما أدى إلى خروج "النسور" من الدور التمهيدي لدوري الأبطال، غير أن موضوع الانتدابات أخذ بعدا أكبر عند مسيري الفريق "الأخضر" في سابقة ربما لفريق "الشعب" الذي كان ومازال وسيبقى من أبرز الفرق في القارة "السمراء"، من خلال الأسماء التي تناوبت على الدفاع عن القميص "الأخضر" وإنجازات النادي. وما أثار استغراب المناصرين خلال الساعات القليلة الماضية، هو استدعاء مساعد المدرب محمد البكاري وعرضه على اللجنة التأديبية ليس لشيء، سوى أنه عبر عن رأيه على غرار جميع التقنيين في العالم، بعدما أكد أن الفريق في حاجة للاعب آخر في مركز من مراكز الخصاص، أمر يعتبر عاديا في جميع بقاع العالم إلا عند مسؤولي الرجاء في الوقت الراهن الذين ارتأوا عرض البكاري على اللجنة التأديبية وكأنه اقترف ذنبا يستدعي ذلك، أو كأن لسان حالهم يقول إن مساعد المدرب ربما ضغط على زر بات بمثابة "فوبيا" للمكتب المسير الحالي للرجاء. ووفق ما علمته "هسبورت" من مصادر مطلعة، فإن اللجنة التأديبية للرجاء، استمعت للبكاري على خلفية تصريحه "المذكور"، الذي قال فيه إن الطاقم التقني للرجاء يُفكر في التعاقد مع صانع لعب يُعوض الحافيظي في حال غاب الأخير عن الفريق، وهو الذي أبعدته الإصابة عن العديد من المباريات رفقة "النسور". وأكدت المصادر نفسها، أن البكاري أكد لأعضاء اللجنة التأديبية أنه عبر عن رأيه كتقني في الفريق، ولم يقصد الإساءة للاعب من قيمة الحافيظي الذي لا يختلف اثنان عن قيمته الفنية عندما يكون جاهزا في تشكيلة الفريق. يُشار إلى أن المكتب المسير للرجاء، قد اكتفى خلال فترة الانتقالات الصيفية، بتعويض رحيل المدافع بدر بانون باللاعب مروان الهدهودي، والتعاقد مع المهاجم نوح وائل السعداوي لتعويض رحيل حميد أحداد، كما أن إدارة الفريق لم تنجح إلى حدود اللحظة في إبرام أي صفقة جديدة خلال "المركاتو" الشتوي، خاصة وأن الفريق "الأخضر" يلعب على أكثر من واجهة، وكثيرة هي المناسبات التي يُعاني فيها من غيابات مؤثرة تحتاج إلى بديل جاهز.