اهتزت القارة الإفريقية خلال الساعات القليلة الماضية على وقع تفاصيل افتحاص قامت به "PwC"، وهي شركة دولية مختصة في "التدقيق وافتحاص الحسابات"، كشفت عن وجود ممارسات مشبوهة وتصرف غير قانوني في أموال تم ضخها في مالية الكونفدرالية الإفريقية من خزينة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". بعض التفاصيل المنسوبة لنتائج هذا الافتحاص، المدون في قرابة ال50 صفحة، حسب ما نشرته صحف "واشنطن بوست" و"نيورك تاميز" ووكالة "أسوشيايتد بريس" الأمريكية، أشارت إلى وجود خروقات مالية وغياب سند قانوني في التصرف في مبالغ مالية كبيرة، تم صرفها نقدا دون فواتير أو ما يثبت وجود داع لصرفها. وركز الافتحاص على الفترة ما بين 2015 و2018، أي جزء من فترة إشراف الكاميروني عيسى حياتو على "الكاف"، ثم ولاية الملغاشي أحمد أحمد كاملة، حيث ركز التدقيق، الذي أتى بطلب من "كاف" في 11 أبريل 2019، على قرابة ال50 مليارا سنتيما، تم تحويلها من الحسابات البنكية لفيفا لنظيرتها في "الكاف" بغرض تطوير الكرة الإفريقية، غير أن مكتب الدراسات "PwC" وجد صعوبات كثيرة في إيجاد وثائق توضح أوجه صرف مبلغ 24 مليون دولار، من المبلغ الإجمالي، حسب ما نشر في الصحيفتين الأمريكيتين. تعاطي مشبوه! وفي الوقت الذي تعاطت فيه الصحف الأمريكية خاصة والدولية بشكل عام مع بعض تفاصيل ما نسب لشركة التدقيق والافتحاص، والتي لم تشر إلى ضلوع أسماء معينة في الملف، بالقدر الذي أكدت وجود مشاكل في طريقة التسيير والتدبير المالي لمؤسسة "الكاف" وغياب ما يثبت صرف مبالغ مالية كبيرة في تنقلات واجتماعات وما إلى ذلك، عكفت مصادر أخرى مثل "Fifacolonialism.com" ("استعمار فيفا" باللغة العربية)، الذي يشرف عليه الليبيري حسن موسى بيليتي، الموقوف لمدة 10 سنوات من قبل "الفيفا"، على تأكيد تورط أسماء مغربية مثل فوزي لقجع، رئيس جامعة كرة القدم والنائب الثاني لرئيس "الكاف"، ومعاذ حجي، الكاتب العام للكاف، وسعيد الناصيري، رئيس الوداد الرياضي، في قضايا رشاوى ومعاملات مالية غير قانونية واستغلال مالية "الكاف". موسى بيليتي نفسه، الذي طالب بالنزاهة في الكاف و"الفيفا"، لم يُقْبَل ترشحه في انتخابات "فيفا" لخلافة سيب بلاتير على رأس أعلى جهاز كروي في العالم، لعدم اجتيازه اختبارات النزاهة، كما تم توقيفه لمدة 10 سنوات كاملة من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم، بداعي التصرف الشخصي في مبالغ مالية موجهة من "فيفا" للاتحاد الكروي لليبيريا بغرض المساعدة في التصدي لفيروس "إيبولا". الموقع الذي يصنف في الرتبة "المليون" عالميا، إذ يشهد نسبة زيارات ضعيفة جدا، والذي لا يعترف عبر مقالاته بمغربية الصحراء من خلال توظيف وصف "الصحراء الغربية" ويعتبر أن تنظيم "كان الفوتصال" في مدينة العيون المغربية أتى بالقوة، تمادى في تفسير بعض خلاصات مكتب التدقيق، من خلال اتهام سعيد الناصيري، رئيس الوداد الرياضي، بتقديم رشاوى للكاف بناء على "صورة"، والتأكيد على أن واجب عزاء والد اللاعب الهولندي محمد إحاتارن قد تم صرفه من قبل لقجع عن طريق خزينة "الكاف". أسباب النزول! طلب أحمد أحمد، رئيس "الكاف"، قبل أزيد من 8 أشهر من مكتب التدقيق الدولي إجراء افتحاص شامل لمالية "الكاف" انطلاقا من سنة 2015، استجابة لتوصيات "فيفا" وردا على اتهامات المصري عمرو فهمي، الكاتب العام السابق للكاف، الذي وجه اتهامات ثقيلة للكونفدرالية الإفريقية وشدد على وجود فساد مالي مستشرِِ. وحسب وثيقة توصلت بها "هسبورت" فإن خلاصات مكتب التدقيق "PwC" كانت جاهزة منذ دجنبر من العام الماضي وتم تعميمها على أعضاء المكتب التنفيذي للكاف، واعتبرت وثيقة سرية غير قابلة للتداول أو النشر دون إخطار وموافقة مسبقة، إلا أن انتشارها بعد 3 أشهر، وأياما قليلة فقط بعد انتهاء مهمة السنغالية فاطمة سامورة الأمينة العامة للفيفا ومبعوثة الأخير المشرفة العامة على "الكاف"، ورفض تجديد فترة عملها في "الكاف" أثار الاستغراب. وأوضحت مصادر مطلعة لهسبورت أن إمكانية تسريب الدراسة من بعض الموالين للاتحاد الدولي لكرة القدم وأصدقاء "الحرس القديم" في دواليب "الكاف" من أعضاء المكتب التنفيذي للكاف واردة جدا، خاصة وأن حسن موسى بيليتي، يملك علاقات وطيدة مع بعض أعضاء المكتب التنفيذي الحالي، والمحسبوبين على التيار المعارض للكاف، (تتحفظ هسبورت عن ذكر أسمائهم في الوقت الحالي). وكانت "هسبورت" قد كشفت في موضوع سابق رفض غالبية أعضاء المكتب التنفيذي بعض توصيات جياني إينفانتينو، رئيس "الفيفا"، في ندوة تطوير البنية التحتية والمسابقات والتحكيم، التي احتضنها مركب محمد السادس في الصخيرات، خاصة تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا كل 4 سنوات بدل سنتين، مع الإشارة إلى وجود "غضب" من مسؤولي "الكاف" على بعض مواقف رئيس "فيفا". ويرى متابعون في تفسير لما يجري حاليا حول هذا الملف، إمكانية وجود ضغوط من "فيفا" على "الكاف" لقبول التوصيات التي سبق وقدمتها في ندوات سابقة، آخرها ندوة المعمورة، مقابل تفادي متابعة مجموعة من القضايا، التي يتهم فيها المغاشي أحمد أحمد، الشيء الذي يفسر خروج مثل هذه الدراسات والتفاصيل في أوقات معينة. لقجع يَرُدّ.. أكدت جامعة كرة القدم في تواصل ل"هسبورت" مع أحد مسؤوليها النافذين أن كل الاتهامات، التي أدرجها أحد المواقع الهاوية وغير المعروفة على المستوى العالمي، والتي تثار شبهة إدارته من قبل أحد المسؤولين الليبيريين السابقين في "الكاف" والموقوف من طرف "فيفا" في قضايا فساد، والحديث هنا عن حسن بيليتي، لا أساس لها من الصحة، وتؤكد ضلوع الأخير في خدمة أجندات معادية للمغرب. وأوضح المصدر ذاته أن كل التفاصيل التي وردت في المقال حول الكرة المغربية والمسؤولين المغاربة مجانبة للصواب، مضيفا "مناظرة الكرة النسوية التي تم تنظيمها بالمغرب تكفلت بها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وليس الكاف، كما أن واجب العزاء في وفاة والد اللاعب المغربي الأصل محمد إحاتارن قد تمت من مالية جامعة كرة القدم وليس من مكان آخر". في نفس الصدد اعتبر المسؤول ذاته أن من بين الطرق والأساليب التي ينهجها البعض لمحاربة الكونفدرالية الإفريقية ورئيسها هو إضعاف المسؤولين المغاربة وتقديمهم كمفسدين، وذلك بالنظر للموقف الرياضي الفاعل لجامعة الكرة في إفريقيا، عبر المساعدات والتعاون مع عدد كبير من الاتحادات القارية أو احتضان "كان الفوتصال" في مدينة العيون المغربية، أو احتضان عدد كبير من الملتقيات القارية والدولية الرامية للنهوض بمستوى البنيات التحتية في إفريقيا ومستوى الممارسة بشكل عام. عمرو فهمي وصحافة "المصالح" كَيّف بعض الصحافيين الموالين لجهات معينة تفاصيل ما نشر حول تدقيق "PwC" ليتطابق مع رؤيتهم للأمور أو تصورهم وأهدافهم الشخصية، بعد أن روج صحافي مصري شريطا مصورا يؤكد فيه ضلوع سعيد الناصري، رئيس الوداد، في تقديم رشوى لرئيس "الكاف"، للظفر بعصبة الأبطال 2017 على حساب الأهلي المصري. ويشتهر الصحافي المعني بتعاطفه مع الأهلي المصري وكرهه الشديد لغريمه الزمالك، إضافة لعلاقات مع الكاتب العام السابق للكاف عمرو فهمي ووالده، الذي كان بدوره كاتبا عاما لنفس الجهاز الكروي، من خلال دفعه لخلافة أحمد أحمد في رئاسة "الكاف"، وتقديمه وعودا بعودة الكأس إلى الأهلي المصري على حساب الوداد. "كاف" تلجأ للقضاء أكدت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم من خلال بلاغ شديد اللهجة تم نشره مساء اليوم، على الموقع الرسمي للكاف، اللجوء إلى القضاء ضد مروجي "الأخبار المغلوطة" و"الاتهامات المجانية" في حق الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم وأعضاء مكتبها التنفيذي، مشيرة إلى أنها وافقت وشرعت منذ فترة في إنزال إصلاحات هيكلية بشراكة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".