يعيش الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، في الفترة الأخيرة، أزمة حقيقية، خلفها إقالة كاتبه العام، المصري عمرو فهمي، من منصبه، وتعيين المغربي معاذ حجي خلفا له، وذلك بعد أن قام ب”مخالفة السلوك” حسب الاتحاد الإفريقي، و”تسيرب وثائق سرية تورط رئيس الاتحاد، الملغاشي أحمد أحمد وتتهمه بالفساد” حسب معارضيه. عمرو فهمي، الذي ينحدر من عائلة “ورثت” مناصب في الاتحاد القاري للعبة، فجر مفاجأة من التعيرا الثقيل، بعد أن ” سرب مجموعة من الوثائق الغاية في السرية والخطورة”، حسب وكالة الأنباء الدولية “رويترز”، والتي تتهم رئيس الاتحاد القاري بمجموعة من الخروقات الأخلاقية والفساد المالي. وحسب الوكالة نفسها، فإن فمي، رفع شكوى لدى الاتحاد الدولي للعبة “فيفا”، تحمل مجموعة من الوثائق التي تؤكد “تورط أحمد أحمد في تقديم رشاوي لمجموعة من روؤساء الاتحادات القارية، على غرار رئيس الاتحاد التنزاني والرأس الأخضر، بالإضافة إلى صرفه لمبالغ مالية كبيرة من مالية الاتحاد في أمور غير قانونية، ناهيك عن اتهامه بالتحرش بأربعة نساء من موظفات الاتحاد القاري”. هذه الاتهامات، سرعان ما رد عليها “الكاف” باتهامات أخرى مماثلة، فحسب العديد من التقارير الدولية، فإن “الكاف” رفع دعوى رسمية على عمرو فهمي، لدى “الفيفا”، يتهمه فيها بالفساد أيضا، من خلال تسهيل مهمة مجموعة من الفرق في الفوز ببطولات قارية، عبر تدخله في تعيينات الحكام، بالإضافة إلى اتهامات أخرى بالفساد المالي. هذه الاتهامات المتبادلة، والتي وصل صداها إلى داخل أروقة “الفيفا”، يرجح أن تكون هي السبب المباشر في غياب جياني إنفانيتو، رئيس الاتحاد، عن حفل قرعة “كان” 2019 الذي أقيم في مصر، الجمعة الماضية، بالرغم من توجيه دعوة رسمية له، وذلك حتى لا تحسب عليه مواقف معينة، إلى غاية انتهاء التحقيقيات. صراعات خفية خرجت للعلن يعتقد العديد من العارفين لما يروج في كوليس “الكاف”، أن تحريك هذه الاتهمات من هنا وهناك، وحبك مؤامرات ضد الرئيس الحالي “للكاف”، أحمد أحمد، مصدرها الأبرز أنصار الرئيس السابق، الكاميروني حيسى حياتو، الذي عمر لأكثر من 3 عقود في الاتحاد، ويبدو أنه لم يهضم بعد خسارته الكبير في انتخابات مارس 2017 الشهيرة. ويتهم أنصار أحمد أحمد، أنصار الرئيس السابق باستغلال الكاتب العام السابق، من أجل ضرب مصداقية الرئيس الحالي والنيل من سمعته، من خلال إثارة نقاشات، وتوزيع اتهامات بالفساد المالي. في الجهة الأخرى، تعزو مجموعة من المصادر الأخرى، سبب هذه الصراعات إلى التنافس “الشرس” بين اتجاهين قويين في المنظومة الكروية الإفريقية، الأول مساند للرئيس، وتقوده الرباط، والآخر معارض، وتقوده بريطوريا والدول المتواجدة في أقصى جنوب القارة السمراء. وهو الأمر الذي انكشف بشكل معلن، بعد أن عبر الليبيري موسى بيليتي، العضو البارز في المكتب التنفيذي، والمقرب من جنوب إفريقيا، عن اعتراضه الصريح عن قرار الاتحاد القاري للعبة بإقالة عمرو فهمي من منصبه.