إذا لم يقو منتخب "أسود الأطلس" على التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي مخيبا آمال المغاربة، فهذا لا يعني أن الكأس العالمية التي تجرى في "أرض الكرة" ستخلو من لاعبين تجري في أجسادهم دماء مغربية. أولى هؤلاء اللاعبين اختار اللعب للمنتخب البلجيكي، أو منتخب "الشياطين الحمر"، رافضاً اللعب للمنتخب الوطني المغربي الذي كان في فترة ما يمارس في شبانه. هو مروان فلايني، الذي بدأ مشواره الاحترافي بستاندار دو لييج قبل التوجه إلى إفيرتون الإنجليزي ومنه إلى شياطين المانشتر يوناتد. فلايني الذي أعرب في تصريحات سابقة عن حبه وعشقه الكبير للمغرب كما بلجيكا، سيخوض أول كأس عالمية في مشواره رفقة المنتخب البلجيكي ضمن المجموعة الثامنة التي تضم الجزائر، روسيا وكوريا الجنوبية. وغير بعيد عن فلايني، أمتاراً فقط أمامه على المستطيل الأخضر، وفي مركز الجناح، سيحمل مغربي آخر قميص الشياطين، بعدما خذل أبناء بلده في وقت سابق. ناصر الشاذلي، الجناح الطائر لتوتنهام الإنجليزي، والذي كان قريباً من حمل قميص أسود الأطلس بعدما شارك في ودية المغرب وايرلندا الشمالية (1-1)، سيبصم بدوره على أول كأس عالمية في مشواره رفقة جيل اعتبره الكثيرون الأحسن في تاريخ منتخب بلجيكا. كأس العالم بالبرازيل لن تكون الأولى التي ستعرف مشاركة لاعبين من أصول مغربية، إذ شهدت النسخة الأخيرة، التي نظمت بجنوب إفريقيا مشاركة لاعبين آخرين مغاربة مثلوا هولندا في النهائيات، ويتعلق الأمر بكل من إبراهيم أفيلاي، لاعب برشلونة الإسباني، وخالد بولحروز الذي مر بمجموعة من الأندية كتشيلسي الإنجليزي واشبيلية الإسباني وشتوتغارت الألماني قبل أن يعرج على بروندبي الدنماركي. الثنائي الهولندي سيغيب عن تشكيلة منتخب "الطواحين" التي ستلعب مونديال البرازيل، على غرار مجموعة أخرى من اللاعبين الذي فضلوا تمثيل منتخبات غير المنتخب المغربي، مثل المدافع عادل رامي، لاعب فالنسيا والمعار لميلان الإيطالي، والمدافع يونس قابول، قلب دفاع نادي توتنهام، اللذان اختارا اللعب للمنتخب الفرنسي. وفي الوقت الذي تراجع فيه مستوى المنتخب المغربي بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة واكتفائه بالمشاركة في إقصائيات الكأس العالمية دون المشاركة فيها، قد يكتفي المغاربة بدورهم مرة أخرى بمتابعة مغاربة الأصل مستقبلاً، ينشطون رفقة منتخبات عالمية، خصوصاً بعد قرار مجموعة من اللاعبين الشبان تمثيل منتخبات البلدان التي نشئوا وترعرعوا فيها. "مونديال" البرازيل سيعرف مشاركة مغربي آخر، وهو الحكم المساعد رضوان عشيق، ممثلاً وحيداً للحكام المغاربة، رفقة الطاقم التحكيمي المكون من الجزائريان جمال حيمودي والمساعد عبد الحق آيت شيعلي.