يستعد البرازيلي نيمار للعودة إلى ملاعب كرة القدم للمرة الأولى في الموسم الجديد، عندما يخوض منتخب بلاده مباراة ودية ضد كولومبيا مساء الجمعة، في مدينة مياميالأمريكية، محاولا طي صفحة صيفٍ مثقل بإصابات وانتقال مجهَض من ناديه الحالي باريس سان جرمان إلى فريقه السابق برشلونة الإسباني. ويتحضر أغلى لاعب في العالم (222 مليون يورو في صيف 2017) لارتداء القميص الأصفر في مباراة ودية اليوم أمام كولومبيا، تليها الأسبوع المقبل ودية أخرى أمام البيرو في لقاء ثأري للأخيرة بعد خسارتها في نهائي بطولة كوبا أميركا 2019 أمام البرازيل الدولة المضيفة 1-3. رفع مدرب منتخب السيليساو تيتي أمس الخميس، الستار عن الشك الأخير بشأن هذه العودة المنتظرة، بإعلانه رسميا أن نيمار سيخوض اللقاء المرتقب أمام كولومبيا بعد ثلاثة أشهر من الغياب عن الملاعب، إثر تعرضه مطلع يونيو لإصابة في كاحله الأيمن خلال مباراة ودية ضد قطر، أبعدته عن البطولة الأمريكية الجنوبية. وقال مدرب السيليساو "تعافى نيمار من الناحية الطبية من الإصابة التي منعته من خوض، وكما يعرف الجميع، بطولة كوبا أميركا. في حال لم يكن قادرا على اللعب، لما كان قد تم استدعاؤه إلى المنتخب. لسنا غير مسؤولين لدرجة أن نفرض حالة تهدد الوضع الصحي لرياضي". وأضاف "سنحرص مع طاقمي على مدى تطوره. إنه مستعد للعب وقادر على القيام بما يطلبه منه الفريق". -"مثالي الأعلى"- وستكون الحالة البدنية لنيمار تحت المجهر في فلوريدا، إذ لم يلعب النجم البرازيلي مباراة كاملة منذ أن خاض نهائي كأس فرنسا في 27 أبريل الماضي مع النادي الباريسي والذي خسره أمام رين بركلات الترجيح. هي ذكرى سيئة للبرازيلي الذي دخل في مشادة كلامية مع أحد مشجعي رين بعد نهاية المباراة، ما أدى إلى إيقافه ثلاث مباريات محليا. أتت عقوبة الإيقاف ضمن موسم سيئ للبرازيلي، بعدما تابع من المدرجات خروج فريقه مجددا من الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا بعدما أبعدته إصابة في القدم عن الملعب لأسابيع، في تكرار لإصابة عانى منه في الموسم السابق وأبعدته أيضا مطولا عن الملاعب. ولم تقتصر مشاكل نيمار على أرض الملعب. فمنذ الاتهامات التي طالته باغتصاب عارضة أزياء برازيلية في أحد فنادق باريس في ماي الماضي، في ملف أقفل في غشت لعدم كفاية الأدلة، والشكوك حول مستقبله وإمكانية مغادرة العاصمة الباريسية للعودة إلى كاتالونيا، تصدر "ناي" عناوين الصحف الرياضية دون أن تطأ قدماه أرض الملعب. وفي ظل المفاوضات الشائكة حول احتمال عودته إلى برشلونة بعد عامين في باريس، والتي لم تصل إلى خواتيمها المأمولة من قبل البرازيلي، أبقت إدارة سان جرمان نيمار خارج تشكيلة الفريق في بداية الموسم. وستكون الفرصة سانحة أمام نيمار ضد كولومبيا، للفوز مجددا بقلوب المشجعين البرازيليين، ويستعيد مكانته في تشكيلة انضم إليها لاعبون شبان على غرار مهاجم ريال مدريد الإسباني فينيسيوس جونيور الذي سيكون أمام فرصة خوض مباراته الدولية الأولى بقميص المنتخب البرازيلي. وكان تيتي قد استدعى فينيسيوس للمرة الأولى إلى التشكيلة في فبراير الماضي، لكنه غاب بسبب الإصابة التي أبعدته لفترة طويلة، واستبعد لاحقا عن بطولة كوبا أميركا في الصيف. ويعيش مهاجم النادي الملكي أحلام الطفولة بارتداء قميص المنتخب. وقال المهاجم الشاب على هامش مؤتمر صحافي أقيم قبل المباراة الودية "أنا سعيد لتحقيق هذا الحلم. من الصعب التصديق أني في سن ال 19 أجد نفسي هنا (مع المنتخب)، إلى جانب أفضل اللاعبين، إلى جانب مثالي الأعلى (نيمار) ولاعبين تابعتهم". - كولومبيا دون خاميس وفالكاو - ومن المتوقع أن يبقى المدرب تيتي وفيا للتشكيلة التي قادها للتتويج بلقب كوبا أميركا، مع بعض التعديلات إذ من المتوقع أن يستعيد نيمار مركزه على حساب الجناح إيفرتون "سيبولينيا" الذي تألق في غياب الأول عن المسابقة القارية (سجل 3 أهداف)، فيما سيحل حارس مانشستر سيتي بطل إنجلترا إيدرسون بين الخشبات الثلاث بدلا من المصاب أليسون بيكر بطل أوروبا مع ليفربول الإنجليزي، ومهاجم إيفرتون ريشارليسون مكان مهاجم سيتي غابريال جيسوس الموقوف إثر طرده في النهائي القاري. في المقابل يتوجب على كولومبيا أن تتعامل مع غياب النجمين لاعب وسط ريال مدريد خاميس رودريغيز المصاب في ربلة الساق، والمهاجم راداميل فالكاو المنتقل أخيرا إلى غلطة سراي التركي من موناكو الفرنسي. ورأى مدرب كولومبيا البرتغالي كارلوس كيروش أن على منتخبه "أن يتابع تقدمه مع كرة قدم خلاقة، من خلال اختراق دفاعات الخصوم بفضل التمريرات ومقاومة الهجمات. ليس لدي 10 خارقين ولكن لديّ 11 لاعبا في إمكانهم أن يخلقوا المشاكل (للفريق المنافس) على أرض الملعب". ويسعى منتخب "كافيتيروس" إلى عكس الصورة المتألقة التي ظهر بها في دور المجموعات في مسابقة كوبا أميركا الأخيرة حيث حقق ثلاثة انتصارات، وتناسي خسارته في دور ربع النهائي أمام تشيلي بركلات الترجيح 4-5 بعد التعادل السلبي مع نهاية الوقت الأصلي للمباراة.