قال محمد غيات، رئيس شعبة المغرب بالجمعية البرلمانية للفرنكفونية، أمس الثلاثاء، بأبيدجان، أن التعاون جنوب – جنوب يشكل أساس السياسة القارية الإرادية التي يقودها الملك محمد السادس. وأوضح غيات في كلمة باسم وفد مجلس النواب المغربي المشارك في أشغال المؤتمر 14 لرؤساء الجمعيات والشعب بمنطقة إفريقيا بالجمعية البرلمانية للفرنكوفونية (3-4 أبريل)، إن هذا التعاون جنوب – جنوب يعد بنسج علاقات أكثر توازنا مع بلدان الشمال، تقوم على الشراكة والتنمية المشتركة أكثر منها على المساعدة والدعم المشروط. وشدد المتحدث على أهمية التضامن بين البلدان الإفريقية لمواجهة التحديات والمشاكل الإقليمية. وتم استقبال الوفد المغربي بحفاوة كبيرة من طرف رئيس مجلس النواب الإيفواري ورئيس مجموعة الصداقة المغربية الإيفوارية. وعلمت "كود" أنه تم اعتماد التزامات المغرب المتضمنة في خطاب الوفد المغربي كمحاور رئيسية للدورة المقبلة في نيامي النيجر في ماي المقبل. وأضاف غياث أن "القوافل التي عبرت القارة منذ فترة طويلة من تامبوكتو إلى فاس مرورا بسجلماسة ومراكش تواصلت مع سكان المناطق التي عبروها في ذلك الوقت، دون أن يفهموا لغاتهم، لكنهم تشاركوا الإيمان والإحساس الكبير بالشرف والكرامة وصدق الكلمة". وقال ''هذا يعني أن ما يجمعنا اليوم أكثر من تجربة وطريقة لرؤية العالم واستشراف الآفاق''، مبرزا أن المواضيع المدرجة في جدول أعمال المؤتمر ال14 لرؤساء الجمعيات والشعب بمنطقة إفريقيا بالجمعية البرلمانية للفرنكوفونية، تتناول تح وبخصوص تحديات الحكامة الديمقراطية في إفريقيا الفرنكوفونية، يضيف المتحدث، يتعين تكثيف الجهود للنهوض بتشبع المواطنين والشباب بالممارسة الديمقراطية، مؤكدا أن ضمان استدامة الحكامة الديمقراطية، يستدعي الانتقال من إطار دستوري وتنظيمي إلى عادات وتقاليد المواطنين في حياتهم اليومية . وأبرز أنه في المغرب تقوم الحكامة الديمقراطية على أربع دعامات رئيسية، وهي تعزيز الشفافية وتفعيل الديمقراطية التشاركية وميثاق اللامركزية، وتحديث الإدارة، والاستراتيجية الوطنية لمكافحة الرشوة، وتسريع التحول الرقمي . وأشار رئيس الشعبة المغربية بالجمعية البرلمانية للفرنكوفونية إلى أنه ''يجب أن يكون لحكامة ديمقراطية قابلة للتطبيق ودائمة، كامتداد، قانون أخلاقي يحكم العلاقات بين دولنا على أساس أولوبة سيادة القانون والاحترام المتبادل والمساواة في السيادة بين الدول، سواء كانت صغيرة أم كبيرة ، غنية أم فقيرة ، متطورة أو سائرة في طريق النمو''. وسجل أن الأمن بدوره يتعين أن يسير جنبا إلى جنب مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ذلك أن انعدام الأمن يغذي العجز في مجال التنمية وهشاشة ظروف حياة السكان، معتبرا أن الأمن مثل الازدهار يتعين أن يشكل مكتسبا مشتركا، لأنه لا يمكن لأي دولة أن تضمن أمنها بطريقة ذاتية.
وأضاف أنه يجب تعزيز الأمن على أساس التعاون الفعال والفاعل على المستوى الإقليمي أو القاري أو الدولي ، مبرزا أن بعض أوجه سوء التفاهم بين الدول ونقص او غياب التنسيق بشأن القضايا الأمنية يسمح بانعدام الأمن ،وانتشار الإرهاب والاتجار بجميع أنواعه في عدة مناطق من القارة. كما شدد غيات على السيادة الغذائية في إفريقيا، مذكرا في هذا الصدد، بأن المغرب ''صفته قوة فوسفاتية ومنتج رئيسي للأسمدة، يعمل طوعا لضمان استفادة أشقائه الأفارقة من خبرته على أساس تضامني، من أجل إعادة تأهيل صناعة الأغذية الإفريقية، التي لم تعد هناك حاجة لإثبات أهميتها ''. وبخصوص التغيرات المناخية، أشار عضو الوفد المغربي إلى أنها تمثل مؤشرا عميقا وتحولا بنيويا، والتي تتطلب جهدا استثنائيا للتنبؤ والتكيف على المستوى العالمي. ويضم الوفد المغربي المشارك في أشغال مؤتمر الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية والذي يرأسه نائب رئيس مجلس النواب ، حسن بنعمر، علاوة على محمد غيات، الحسين أوعلال من فريق التجمع الوطني للأحرار ، ولطيفة لبليح رئيسة لجنة مراقبة المالية العمومية وعضو فريق الأصالة والمعاصرة، والشفيق هاشم أمين، من الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية.