خصصت الدورة الصيفية للموسم الثالث والأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي، المنعقدة بين 30 يونيو و 24 يوليوز، حيزا كبيرا لتنمية روح الإبداع لدى الأطفال عبر سلسلة من الأنشطة الثقافية والفنية. وأفردت مؤسسة منتدى أصيلة، المنظمة للموسم الثقافي، ضمن برمجة الدورة الصيفية المخصصة للفنون التشكيلية فقرات تربوية وإبداعية وترفيهية متنوعة وغنية لفائدة الأطفال الذين ينحدر جلهم من هذه المدينة الأطلسية. ويتعلق الأمر بالأساس بمشغل الصباغة على الجداريات الخاص بأطفال مدينة أصيلة (30 يونيو – 5 يوليوز)، ومشغل الرسم "أطفال الموسم"، وورشة الكتابة للأطفال "الإبداع الأدبي" لفائدة تلاميذ المؤسسات الإعدادية والثانوية بأصيلة، ومعرض أعمال "مشغل أطفال الموسم"، الذي سيستمر إلى غاية 15 غشت المقبل . وتروم هذه المشاغل والورشات، التي يؤطرها فنانون وأساتذة مغاربة، إذكاء شغف الناشئة بالفنون والثقافة ، وكذا إثارة فضولهم من أجل اكتشاف عوالم الإبداع المثيرة منذ الصبا. وأفاد مصطفى البعليش، أحد المؤطرين لورشة "الإبداع الأدبي"، في تصريح للقناة الإخبارية M24، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن هذه الورشة التي يشارك فيها أزيد من 100 طفل من ثانويات أصيلة، تشكل مشتلا لتكوين وتأطير المواهب الشابة للمدينة في مجال الكتابة. وأضاف بأن البرنامج التربوي لهذه الورشة يروم إتاحة الفرصة للأطفال للتعبير بحرية عن أفكارهم وقياس مدى خيالهم، مع تشجيعهم على القيام بخطوتهم الأولى في مختلف مجالات الإبداع، ومن بينها السرد والشعر، إلى جانب تلقينهم تقنيات الكتابة. وأكد مصطفى البعليش أن الهدف يكمن في تكوين جيل المستقبل من الكتاب والشعراء والفنانين من خلال توجيه الأطفال نحو مجموعة من النصوص الأدبية للسماح باكتشاف مواهبهم الكامنة وتعليمهم كيفية تقدير الثقافة والفنون، مبرزا أن هذه الورشة متنقلة، حيث أن كل رسام جدارية في إطار الدورة الصيفية كان برفقة تلميذين من الورشة، وهي مناسبة لكي يتقاسما مع الرسام مختلف مراحل وتقنيات رسم الجدارية والاستفادة من تجاربهم الفنية. بكثير من الالتزام والشغف بالثقافة والفن، يتعين على الأطفال مرافقي الرسامين تحرير نص سردي أو قصيدة شعرية حول التشكيليين المشاركين أو الجداريات التي تزين جدران المدينة العتيقة لأصيلة ووصف هذه التجربة الفريدة، حيث سيتم تجميع هذه النصوص في كتيب حول الموسم الثقافي الدولي لأصيلة. وتعتبر المبدعة الصغيرة خولة الطلحاوي، مرافقة الرسامة دليلة بنسفاج، أن ورشة الكتابة والتعبير الأدبي التي تشارك فيها للمرة الثانية تشكل مناسبة لإيقاظ حس الجمال وتطوير معارفها الفنية والأدبية، مبرزة أن هذه التجربة غنية جدا وستمكنها من الاقتراب أكثر إلى عالم الفن التشكيلي ومعاينة مراحل إبداع جدارية هذه الرسامة الموهوبة. وقالت "لقد تعلمت كثيرا من السيدة بنسفاج، لقد غرست في قيم الالتزام والعزم وكذا ثقافة الذكاء الإبداعي"، مشيرة إلى أن هذه التجربة مكنتني من تنمية إحساسي بقدرتي على الإبداع. من جهته، أكد محمد رضا بلمعطي، مرافق الرسام عبد القادر الأعرج، أن هذه التجربة الفريدة مكنته من تطوير مهاراته الاجتماعية ومعارفه الثقافية والتعلم من مسار هذا الفنان الكبير ومن مبعث إلهامه وتقنياته في الرسم. وأكد هذا التلميذ ، الذي يدرس بالسنة الثانية إعدادي ، أن ورشة "الإبداع الأدبي" مكنته أيضا من تذوق متعة الكتابة وإغناء معجمه بمفردات جديدة وإثارة فضوله وخياله وتحفيز اهتمامه بالتعلم. أما بخصوص ورشة "أطفال الموسم"، التي تنعقد من 12 إلى 24 يوليوز، فتروم تطوير روح الإبداع والحس الجمالي لدى الأطفال، وهي تشكل مناسبة من أجل تعليم الأطفال كيفية الرسم ومزج الألوان. وتنظم فعاليات الدورة الصيفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي الثالث والأربعين، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من قبل مؤسسة منتدى أصيلة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة) وجماعة أصيلة. أما الدورة الخريفية ، التي تنظم هذا العام من الأحد 16 أكتوبر إلى السبت 5 نونبر المقبلين، فتستضيف ندوات الدورة 36 لجامعة المعتمد ابن عباد المفتوحة، التي يشارك فيها صفوة من الباحثين والمفكرين والسياسيين النافذين من مختلف البلدان العربية والإفريقية والقارات الأخرى. وتنظم خلال هذه الدورة مشاغل لفنانين مغاربة ودوليين ومعارض فنية. كما تنظم ورشة "الإبداع الأدبي" لفائدة تلاميذ المؤسسات الإعدادية والثانوية في أصيلة. على جانب هذه الفعاليات، تنظم خلال الدورة الخريفية عدة عروض موسيقية وغنائية بقصر الثقافة يشارك فيها فنانون من المغرب والإمارات العربية المتحدة واسبانيا والبرتغال وألمانيا والنمسا والسنغال.