وهبي شخص لا رأي له في الحريات الفردية. وهبي من الصعب أن تحدد توجهه السياسي. وهبي متعدد الاختصاصات. وهبي في الحكومة يقول بعظمة لسانه إنه ليس عبد اللطيف وهبي الشخص. وهبي لا موقف له من أي شيء. ولا من استقلالية النيابة العامة ولا من عدم استقلاليتها. وهبي ليس هو. وهبي وزير العدل ضد عبد اللطيف وهبي رجل السياسة. وهبي الآن هو الدولة. وهبي رجل السياسة بالنسبة إليه هو شخص وبمجرد أن يصبح في الحكومة عليه أن ينكر نفسه. ويتنكر لها. وهبي ضد نفسه. وهبي يقول إنه لا يحقد بل يصارع. أما حين ينتصر وهبي فإنه يصبح فارغا من الداخل. يصبح محايدا. ولا يمكن القبض عليه ولا تصنيفه. ولا يمكن أن تعرف من كان يصارع ولماذا. وهبي اسم آخر. وهبي له فهم خاص جدا للتيكنوقراط. وهبي لا يدافع عن أي فكرة. وهبي عجيب. وهبي جاء كي لا ينفذ أي شيء. وهبي يعتبر العمل السياسي هو تطبيق ما تريده الدولة. وهبي من اخترعه. من اخترع عبد اللطيف وهبي. وهبي لن يصبح وزيرا. وهبي يصبح وزيرا. وهبي كثر. وهبي. وفجأة. وبشكل غير متوقع. ينسى وهبي وهبي. وينسى الدولة. ويصبح له رأي. ويصبح له موقف. ويعلن أنه سيتقدم بملتمس إلى الملك للعفو عن معتقلي أحداث الريف. وهبي عجيب. وهبي نسيج لوحده. وهبي يفعل كل ما يفعله من تلقاء نفسه. وهبي حر. وهبي جريء. وسيكون حل هذا المشكل على يده. وهبي ظاهرة. وهبي جاء ليخلص المغرب من هذا الملف المحرج. وهبي هذا هو عصره. وهبي نتيجة نهاية الأحزاب. ونهاية السياسة. وهبي تم العثور عليه في الوقت المناسب. وهبي تشعر به وكأنه يمزح. وهبي كيف تصدق وهبي وهو يتكلم. وهبي تحس أن كل ما لا يقوله هو ما يؤمن به. وهبي يأتي بوهبي آخر إلى التلفزيون. وهبي اكتسب خبرة أن يكون منه اثنان. وهبي تشعر به وكأنه أذكى منا جميعا. ومن الدولة. ومن الأحزاب. ومن الجميع. وهبي رجل المرحلة. وهبي عبقري. وهبي لا أسهل من أن يصبح معارضا في أي لحظة. وهبي يلعب في كل المواقع. ومن يتذكر وهبي حين جيء به إلى بنكيران في التلفزيون أول مرة. من يتذكره. من يتذكر ماضي وهبي القريب. من يتذكر كم خرج من وهبي من عبد اللطيف وهبي في عشر سنوات الأخيرة. كثيرون. كثيرون من وهبي خرجوا. و آخرهم. وأبرعهم. ذلك الذي استضافته القناة الثانية يوم أمس. وينقط وهبي الصحافة. وينقط السياسيين. وينقط الأحزاب. ثم يتألم وهبي "للإبادة" التي تعرض لها حزب العدالة والتنمية. وهبي يكاد يبكي لما أصاب الإسلاميين. وهبي له حس إنساني مرهف. وهبي قوي. ومن لا شيء. ومن الصدفة. ومن الفراغ. صار وهبي زعيما لحزب "كبير". وهبي هو نفسه الذي سبق أن أشفق لحال الأحزاب الوطنية ولذلك صوّت للقاسم الانتخابي. وهبي اكتشف أن عزيز أخنوش شخص منفتح. وهبي محرج من رئيسة الحكومة. وهبي هو الآن شخص آخر. وهبي يعترض على كل ما كان يقوله وهبي قبل مدة. وهبي رائع حقا. وهبي يلخص كل شيء في المغرب. وهبي خصم لوهبي. ويناقضه. ويحتج عليه. ويفضح تناقضاته. وهبي من المستحيل أن يحرجه وهبي. وهبي هو كل المغرب. وكل المواقف. وكل الأحزاب. وكل اليمين. وكل اليسار. وكل الحالات. مجتمعة في شخص واحد. ويكفي أن تطلب منه ما تريد. وهبي. كم من وهبي لدينا. فمن صنعه؟ من اخترع الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة. من وضع فيه كل هذه الإمكانيات. من جعله متحفظا. وشجاعا. ومحايدا. ومعارضا. ومواليا. ومنفتحا. ومنغلقا. ولا رأي له. ولا موقف. وله رأي وموقف. من عبأه بهذا الشكل. من جاء به. من هذا العبقري الذي اختار عبد اللطيف وهبي وفضله على كل مؤسسي حزب الأصالة والمعاصرة. ومن هذا المنبر نقول له برافو ومن هذا المنبر أنا بدوري أشيد بعبد اللطيف وهبي. والمغاربة كلهم يشيدون به. وبتألقه. حتى أنه. وفي كل مرة يحرجني بتصريحاته. وبقدراته الخارقة وبمبادراته ولا أجد أي سبب يدعوني إلى معارضته. ولا إلى فهمه. ولا إلى عدم فهمه. وعندما أكتب عنه اليوم فأنا لا أكتب عنه. وعندما أقول وهبي فأنا لا أقصد ولا أعني وزير العدل.