قال عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، إن الناس الذين يستهدفون حكومته «هم أولئك الذين كانوا يشتغلون بطريقة غير مشروعة في ما سبق، ولا يمكن أن نتصور أنهم سيستسلمون». ودعا العقلاء إلى أن يتعاونوا «للتغلب على هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها بلادنا حتى يصبح المغرب دولة تنظر إلى المستقبل باطمئنان». وقال في حديث مطول خص به «الشرق الأوسط»، وينشر موقع "كود" مقتطفات منه ،إنه لما جاءت الرياح العربية «ارتج الوضع، ولولا أن الله ألهم الملك محمد السادس بخطاب 9 مارس لكان من الممكن أن تكون أحوالنا اليوم على غير ما يرام». وزاد قائلا «نحن لم نأت لنكتشف البترول ونحول التراب إلى ذهب ،إلا إذا أراد الله، بل جئنا ببرنامج أساسي لتصحيح سير الدولة". ووجه ابن كيران رسائل إلى جماعة العدل والإحسان، وقال «أقول للإخوان في الجماعة إنه لا يجوز اللعب بالنار، ومن سيشعل النار سيكون أول من سيحترق بها». وأضاف «الإخوان في الجماعة يتكلمون عن الاستبداد منذ 30 سنة.. ونحن نؤمن بدخول المعترك والقيام تدريجيا بالإصلاح، فهل الانتظار سيزيل الاستبداد أم لا؟" الى ذلك،قال ابن كيران إن حزبه لم يأت ليحكم رغما عن الإرادة الملكية، بل جاء ليحكم معها، مشيرا إلى أن الملك محمد السادس هو رئيس الدولة المغربية «ولن نبني علاقتنا مع جلالته على التنازع.. فهذا غير وارد". وشدد ابن كيران على القول «نحن جئنا لنعمل في إطار التوافق مع جلالة الملك وليس في إطار التنازع، فالتنازع أمرنا الله أن نتركه». وأشار ابن كيران إلى دور رئيس الحكومة، وقال إنه أصبح مهما وكبيرا بعد الدستور الجديد، بيد أنه يظل قائما في إطار المرجعية الدستورية ثم رئاسة الدولة. ووصف ابن كيران مشاورات تشكيل الحكومة بأنها كانت ميسرة نسبيا، وقال إنه كانت هناك لحظة وحيدة صعبة قليلا مع حزب الاستقلال تعلقت بوزارة التجهيز والنقل «وفي النهاية وجدنا حلا، فقد أخذوا قطاع الطاقة والمعادن، واقتسمنا وزارة المالية في ما بيننا». وكشف ابن كيران أنه لا أحد طلب منه إبقاء إدريس الضحاك، الأمين العام لحكومة عباس الفاسي، في الحكومة الحالية، وأنه لم يكن موضوع نقاش إطلاقا لا داخل الحزب ولا داخل الأغلبية. وكشف أيضا أنه هو من اتصل بعزيز اخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري في الحكومة السابقة والقيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، بعد الانتخابات بيومين حتى يهنئه بفوزه في الاقتراع، وعبر له عن رغبته في بقائه في الحكومة قبل أن يعين هو على رأسها. وذكر رئيس الحكومة في اول حوار له بعد تشكيل الحكومة، أن مساندة الملك محمد السادس شيء رئيسي ومهم في الحياة السياسية بالمغرب، وقال إنه يتصل به «كلما كانت هناك حاجة إلى ذلك من جهته أو جهتي.. وهو غاية في اللطف»،وزاد قائلا إن الملك محمد السادس لديه مرتبة خاصة في قلبه مثله مثل باقي المواطنين المغاربة. واعتبر ابن كيران أن كون فؤاد عالي الهمة، خصمه السياسي اللدود سابقا ومستشار ملك المغرب حاليا، هو مخاطبه الرئيسي في القصر الملكي قد يصبح شيئا إيجابيا في النهاية، مشيرا إلى أن عالي الهمة لديه مرتبته ومكانته، وهو شخص متفهم، قبل أن يضيف أن «ما وقع بيننا في المرحلة السابقة طويت صفحته". وبشأن علاقته بربطة العنق،قال رئيس الحكومة المغربية إنها ترهقه، لكنه بدأ يتعود على ارتدائها. وكشف أن «الإخوان المكلفين بالبروتوكول» يوجهون له نصائح حول الكيفية التي ينبغي له أن يتصرف بها، ويقبل نصائحهم «على الرأس والعين». بيد أنه قال «عبد الإله ابن كيران هكذا خلقه الله.. فهل تعتقد أنني سأتغير في هذه المرحلة من عمري؟".».