لقد أحرجتنا يا نعمان لحلو بأغنيتك الجديدة. وأحرجت المغرب والجزائر معا. فنحن المغاربيون لا نحب ولا نعشق بهذه الطريقة. وليس لنا هذا الوله المبالغ فيه. نحن نتوجه إلى من نحب مباشرة في الأغاني. ولا نلف ولا ندور. نحن نسكر ونذهب إليها. نحن نكسر نحن في المغرب والجزائر نشرگ ونقطع. نحن في المغرب والجزائر ليس لنا هذا النوع من الغناء. ولا تقف أمامنا الحدود. نحن نذهب إلى كبد المحبوبة مباشرة ولا نخاطبها بالعربية الفصحى. ولو كانت جواهر الجزائرية هذه موجودة حقا. للفظتك. وتخلصت منك بسبب هذه الأغنية يا نعمان. و لندمت على اللحظة التي تعرفت فيها عليك. فكيف. كيف يمكن للمرء أن يكون ماطرا يا نعمان. كيف. كيف يا نعمان. كيف تقول أنا ماطر. كيف لامرأة ترتبط برجل يقول لها أنا ماطر. وهل هذا جيد. وهل مقبول أن تسيل وتبتل بسبب جواهر هذه. وهل لا يسيء إليك هذا التصرف. و إلى كل المغاربة. وإلى كل الجزائريين. وهل العلاقة بينك وبين جواهر عبيطة إلى هذا الحد حتى تغني لها بهذه الكلمات. وبهذه السذاجة. ولا أريد أن أسألك متى تعرفت عليها. ومتى أحببتها. مادامت الحدود مغلقة منذ سنوات. وهل سبحت معها في السعيدية. وهل أغرمت بها في وجدة. وهل زارك طيفها في المنام. وهل في الإنبوكس. ولو كنت أنا جواهر لضربتك على قفاك. ولو كنت محلها لأخذت بخناقك. ولنتفتك. حتى تكف عن الغناء بهذه الطريقة. ثم هل انقرضت النساء. حتى ترتبط بجواهر. وفي عز الأزمة بين البلدين. وهل هذا هو الرمز. وهل تظن أن هناك معنى خلف هذه الأغنية. وهذه الكلامات. وأشك أن الذي كتبها كانت نيته أن يسخر منك يا نعمان. وقد استغل طيبتك. وحنانك. وباعك قصيدة غير مقبولة في شمال إفريقيا. كأنك لم تستمع لراي. ولا لشعبي. ودائما. دائما. يا نعمان. مشكلتك دائما أنك غريب عن المغرب. وعن المغاربة. وتتعامل معهم كأنك لا تعرف خشونتهم. وسخريتهم من هذا الحب الذي تروجه. وتحاول أن تؤثر عليهم بأخلاقك العالية. وتسعى إلى أن يتعاطفوا معك موظفا لطفك ورقتك. بينما الفن ليس أخلاقا. وليس نظافة. الفن فن يا نعمان. الفن ليس مناسبة. وليس خبرا. وليس أزمة. ولا يوجد شخص عاقل يرتبط بجواهر. إلا إذا كان مغفلا. ومن زمن آخر. و مرة أخرى تستغل الظرف. وبعد أن شبعت غناء في فيروس كورونا. لم تجد إلا جواهر الجزائرية. والحال أن المشكل غير مطروح بالمرة كما تدعي. وقد كان بمقدورك أن تسافر إليها في الطائرة. وفي المطار كنت ستجد جواهر في انتظارك. إذا كنت صادقا. وكانت جواهر تعشقك كما تدعي. ولو كنت حقا تحبها. لذهبت إليها. دون كل هذه الضجة. وهذه البكائيات. وهذا الفيديو كليب. ودون أن تجعل من نفسك رسما متحركا. ودون أن يعرف الجميع بقصتكما. ودون أن يسخر منكما أحد. ولن يقول لك أحد حينها ماذا تفعل في عنابة يا نعمان لحلو. أو في العاصمة. أو في تلمسان. أو في بجاية. ولن يحاسبك الرئيس عبد المجيد تبون. ولن يقبض عليك شنقريحة. ولو كانت جواهر هذه متعلقة بك. ولو كانت تحبك. لجاءت إلى المغرب دون أن يمنعها أحد. ولرحبنا بها. ولشاركناك الفرحة. لكنك تأتي دائما بأفعال غريبة يا نعمان. ولا أفهم أشخاصا يأخذونك على محمل الجد. كأنهم قادمون بدورهم من عالم آخر. كأنهم خارجون من بساتين زهور معلقة في الفضاء. كأنهم ليسوا من هذا العالم. فكم من جزائري يأتي إلى المغرب وكم من جزائرية. والعكس. لكنك. وكعادتك. تبالغ كثيرا. وتغني دائما خارج السياق. وتستدر العطف الفني. وتتظاهر بالعمق. وبأنك غير راض. ولا يعجبك مستوانا المتدني. وقد كان بإمكانكما أنت وجواهر أن تلتقيا في تونس. وقد كان بمقدورك أن تسكن معها في روتانا. وفي أرض محايدة. بدل أن تعرض مشاعرك أمام الجميع. وأمام الشعبين المغربي والجزائري. وبدل أن تختلق أزمة غير موجودة. وقصة حب ممنوعة. وبدل أن تضحك الجزائريين والمغاربة والليبيين. والطوارق. ورغم أن العلاقات ليست على ما يرام بين المغرب والحزائر. لكننا على مستوى الغناء نندد بهذه الأغنية. ولا نراها تمثلنا. وتبدو لنا جد مفتعلة وغريبة ومضحكة. وهل مازال شخص يحب بهذه الطريقة. ويعاني من وجود حدود. وهل بهذه الطريقة سنعثر على حل. وستعود العلاقات. وستعود التراباندا. وحليب لحظة. قل لنا يا نعمان. هل تظن بهذه الطريقة أنك ستقنع شنقريحة. ثم ماذا لو غضب الجنرالات في الحزائر. ماذا لو عاقبوا حبيبة قلبك جواهر. ماذا لو اعتبروها جاسوسة. ماذا لو اتهموها بإضرام النار في منطقة القبايل. ماذا ستقول لهم يا نعمان. ماذا ستفعل كي يطلقوا سراحها. وهل ستنقذها بالغناء. لقد أحرجتنا وفضحتنا وشهرت بجواهر وفي أي لحظة سوف يصدر المجلس الأعلى للأمن الجزائري بلاغا وسوف يقبضون على كل من اسمها جواهر وسوف يتهمونهن بالعمالة للمغرب وهذا بسببك يا نعمان هذا كله يقع بسبب أغانيك وحنانك الزائد وعاطفتك الجياشة. وعدم قدرتك على الاحتفاظ بالسر. مع أنك على علم بالظروف الصعبة. وبأن العلاقات متوترة بين البلدين. وأن الوقت غير مناسب بالمرة لتخبرهم باسم حبيبتك. وليصبح اسمها على كل لسان. دائما دائما تأتي منك أغاني غريبة في وقت يسود فيه التوتر. ولا مكان فيه للحب. دائما دائما أتساءل هل تعيش معنا في المغرب يا نعمان. أم أنك ترفرف في السماء مع الفراشات والملائكة والأطياف.