«السيتكومات» قريب ماتبقاش. الخطوة أعلن عن التفكير فيها فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، خلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، اليوم الأربعاء، والمخصص لتقديم عروض الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والقناة الثانية "صورياد دوزيم"، مبرزا أن أكبر تحد يوم للمرفق الإعلامي العمومي هو التفكير في كيفية إعطاء المغاربة وسائل جديدة لاستهلاك التلفزيون، سيما عن طريق وسائل إعلام رقمية. وأضاف فيصل العرايشي، في حضور عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة، أن ذلك التحدي هو الذي تشتغل عليه الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ضمن رؤية ترتكز على قوة الابتكار 100 في المائة مغربية، وبالثقة في الكفاءات المغربية الشبابية من مهندسين وتقنيين، وضمن استراتيجية متغيرة على الدوام ومتفاعلة مع المستجدات العالمية وبانفتاح على الجميع. وأبرز الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على أن هذه الرؤية المتجددة والمتغيرة على الدوام، تستدعي أيضا الحرص على الخروج من النمط الكلاسيكي للهيكلة إلى نمط أكثر مرونة، مع بناء ثقافة عمل جديدة في القطاع تثمن الخبرات القديمة والتراكمات المحققة، وتنفتح على الطاقات والأفكار الجديدة. وفي استعراضه للمشاريع المستقبلية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أعلن فيصل العرايشي، أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ولدعم استراتيجيتها الرقمية، أنشأت بنية مخصصة لتنفيذ المشاريع الرقمية، تقدم الدعم والمواكبة اللازمين لضمان وجود رقمي فريد ومبتكر مع تجربة مستخدم غنية وجذابة تتيح سهولة الوصول إلى المحتوى. ومن أبرز المشاريع التي سيجري إطلاقها قريبا لتعزز المشاريع السابقة، تنفيذ منصة مغربية 100 في المائة للفيديو عند الطلب (VOD)، ومواكبة البرامج الرئيسية الجديدة الرائدة من خلال شاشة رقمية ثانية تتكيف مع البرنامج والجمهور المستهدف من خلال منصات رقمية مخصصة (SECOND SCREEN)، مشيرا أن هذه المشاريع ستلقى النجاح المناسب، إذ من حيث المضامين بلغت التراكمات خلال ال20 سنة الأخيرة تأمين قدرة كبيرة على الإنتاج، تتمثل في إنتاج 500 حلقة من المسلسلات سنويا، و50 شريطا تلفزيا (أفلام) وما بين 80 و100 شريط وثائقي. ولفت الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة الانتباه إلى أنه عند إطلاق هذه المنصات الجديدة، ستتضاعف 3 مرات ميزانية المنتوج الوطني، ما سيعني ارتفاعا كميا وجودة أكبر في المحتويات، مقابل التغير الكبير في التحملات المالية، التي ستسير نحو الانخفاض، حيث أن التخلي، مثلا، عن قناة "أفلام تيفي"، ذات البث الخطي الكلاسيكي سيحدث اقتصادا في تكاليف كثيرة تنفق على توفير خطوط البث على "الساتل" وأمواجا أرضية رقمية، ستستفيد منه مشاريع التحول الرقمي. وارتباطا بأسئلة الفرق البرلمانية، وعلاوة على عرض مفصل من 80 صفحة سلمته الشركة الوطنية للبرلمانيين، أعلن، في سياق حديثه عن تقييم مسطرة انتقاء برامج الإنتاج الخارجي والمشترك، وعمليات إطلاق طلبات عروض برامج رمضان، أنه بعد سنوات من التقييم والتفكير بشأن جنس ال"سيتكوم Sitcom" التي لم يكن، شخصيا، مقتنعا به يوما، قررت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة التفكير في التخلي عن هذا النوع الدرامي مقابل عرض مسلسلات مغربية في وقت الذروة. وبشأن المقارنة مع الإنتاجات الأجنبية، ومنها التركية مثلا، استعرض فيصل العرايشي معطيات منها أنه لا تستقيم من حيث الشكل المقارنة بين منتوج يكلف 200 ألف دولار للحلقة الواحدة ومنتوج وطني لا تتعدى كلفة الحلقة الواحدة منه 350 ألف درهم، مبرزا أن هذا المبلغ الذي بلغناه بعد 20 سنة، غير كاف، لكنه يعد قفزة نوعية مهمة. وجدد فيصل العرايشي التعبير على وجهة نظره من المادة 193 من دفتر تحملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، المعتمد منذ سنة 2012، حول مساطر انتقاء برامج الإنتاج الخارجي والمشترك، إذ أبرز أن المسطرة الحالية تعطي الأفضلية للشركات التي لها القدرة المالية الأكبر، إذ مباشرة بعد اعتماد هذه المسطرة انخفض عدد الشركات التي نجحت مشاريعها في نيل الصفقات بعد المرور من مختلف مراحل الانتقاء من 118 سنة 2012 إلى 38 شركة في سنة 2013، وهو الانخفاض الذي استمر طيلة السنوات الموالية.