أحمد الشرعي – من افتتاحية "الأحداث المغربية" لعدد يوم غد الأربعاء // هذه المرة لم يتعلق الأمر بافتتاحية أو عمود يعبر عن وجة نظر كاتبه، بل بخبر صحفي حرر وفق كل الشروط المهنية المعهودة في جريدتنا "الأحداث المغربية" حول التدابير الاحترازية المزمع اتخاذها من طرف السلطات بالتزامن مع حلول شهر رمضان، لتنطلق شرارة ردود فعل الإرهاب الفكري الديني. أشرس هذه الردود جاءت من "شيخ" تورط في أحداث 16 ماي 2003. والحق أننا في مجموعتنا الإعلامية تآلفنا مع هذه الرداءات، فكلما عبر أحد صحفيينا عن رأيه في موضوع يهم المجتمع المغربي، إلا واشتعلت النيران في جلابيب رموز الإرهاب الفكري. ردود من هذه الطينة تؤكد سلامة كل تحاليلنا السابقة في هذه الإطار: هذا التيار لا يمكنه أن يتعايش مع الديمقراطية. أتباع التيار المتطرف يسعون إلى تحجيم المجتمع، كل المجتمع، على مقياس تأويلهم العبثي للإسلام وتلك هي الفاشية المطلقة، و عبد الواحد رفيقي، الذي حقق مراجعات فكرية عميقة بعد خروجه من هذا التيار والمهتم حاليا بالقراءة النقدية للفكر الإسلامي وأطروحات المتشددين الإسلاميين، يشرح بطريقة ملموسة آليات هذه الرؤية للمجتمع وللعلاقات الإنسانية. وعليه، فإن الاعتقاد بأن هذا التيار بإمكانه المساهمة في النقاشات المجتمعية ولو بصورة جزئية هو اعتقاد واهم، إلا إذا كانت هذه المشاركة ترجمة لانهزام جماعي للقوى الحية في البلاد، وذلك لأن الفاشية لا تحتمل أي شكل من الحوار. أن يترك لهم الحبل على الغارب لتحديد من يمتلك الكفاءة الأخلاقية للتعبير عن موقفه ممن لا يمتلكها، هو أشبه بأن نسمح لهم ودون مقاومة بالتأثير على المجتمع بصورة مباشرة وخطيرة.