تجددت مخاوف المغاربة من العودة إلى فرض «الحجر الصحي الشامل»، بعد الإعلان، أمس الاثنين، عن تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بالسلالة المتحورة لفيروس (كورونا) المستجد المكتشفة، أخيرا، بالمملكة المتحدة، بميناء طنجة المتوسط لدى مواطن مغربي قادم من إيرلندا على متن باخرة انطلقت من ميناء مرسيليا. فبينما كانت الغالبية تعقد آمالا كبيرة على أن تشهد الساعات المقبلة تخفيفا للقيود المعتمدة للحد من تفشي (كوفيد 19) المستجد، جراء التراجع المهم في عدد الإصابات اليومية المسجلة وبدأ الوباء في الانحسار، جاء ظهور أول حالة إصابة بالسلالة المتحورة ليقلب حسابات من كان يراهن على استعادة، في القريب، بعضا من مظاهر الحياة المفقودة منذ شهور، وهي الحسابات التي وصلت بالنسبة للبعض إلى حد العودة لنقطة الصفر، مستندة في ذلك على السيناريو الذي عاشته المملكة بعد تسجيل أول حالة ل (كورونا) في مارس الماضي. وأكثر من أتى هذا المستجد على مخططاتهم المستثمرين في القطاعات الخدماتية، إذ فيما كانوا ينتظرون أن تخرج عليهم الحكومة ببلاغ، اليوم الثلاثاء، تعلن فيه عن إنهاء سريان مفعول بتدابير احترازية وتمديد أوقات العمل بالنسبة للمقاهي والمطاعم، ما سينعكس بالإيجاب على وتيرة الرواج التجاري، عادوا ليدخلوا في دوامة الشك والقلق مما يخبأه لهم القادم من الأيام، وذلك بعد التطور المفاجئ الذي حدث على الوضعية الوبائية بالملكة. ويرى مهنيون في عدد من القطاعات أن فترة جديدة من «الإغلاق الكلي»، ستكون بمثابة «موت حتمي» لعدد من المشاريع، والتي تتخبط حاليا في مشاكل مالية صعبة جراء تراكم الديون على أصحابها من زمن «الحجر الصحي» السابق. وكان أول إجراء أقره المغرب، عقب الكشف عن أول إصابة بالسلالة المتحورة، تجلى في منع الطائرات والمسافرين القادمين من أستراليا والبرازيل وإيرلندا ونيوزيلندا، من الولوج إلى التراب الوطني ابتداء من 19 يناير 2021 وحتى إشعار آخر، وذلك إثر اكتشاف حالة مشتبه بإصابتها بالسلالة المتحورة لفيروس كورونا المستجد بالمملكة، حسب ما أفادت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج. وذكرت الوزارة، في بلاغ لها، أن هذه الدول الأربع تنضاف بذلك إلى كل من جنوب إفريقيا والدانمارك والمملكة المتحدة المعنية سلفا بالإجراء ذاته.