تواصل الدبلوماسية المغربية حصد الإنجازات في القارة الإفريقية، تزامنا مع الاعتراف التاريخي لأمريكا بسيادة المملكة على الصحراء، حيث التقى سفير المملكة المغربية بجمهورية كينيا، مختار غامبو، بنظيره الأمريكي كايل ماكارتر في نيروبي يوم الأربعاء 23 دجنبر الجاري، وذلك في جلسة عمل لمناقشة العلاقات الأمريكية المغربية في ضوء المستجدات الأخيرة. وناقش الطرفان الاعتراف الرسمي للولايات المتحدةالأمريكية بمغربية الصحراء وفتح قنصلية عامة في مدينة الداخلة، وزيارة وفد أمريكي إسرائيلي هام إلى المملكة.
وحسب بلاغ توصلت به "كود"، فقد عبر السفير الأمريكي عن فرحته الكبيرة لبلوغ العلاقات المغربية الأمريكية إلى مستوى عالي غير مسبوق، وذلك "بفضل شجاعة وحكمة قائدين عظيمين الملك محمد السادس والرئيس دونالد ترامب" وفق تعبير البلاغ. وأكد السفير الأمريكي أن "المغرب سيبقى حليفا تقليديا ودائما بالنسبة لنا بغض النظر عن التحولات السياسية في العاصمة واشنطن". وقد أضاف مكارتر "أن فتح أمريكا لقنصلية عامة في الصحراء المغربية المصحوبة باستثمارات ضخمة سيؤدي إلى ازدهار اقتصادي ليس في الأقاليم الجنوبية فقط وإنما سيمتد إلى منطقة الساحل الإفريقي وأفريقيا جنوب الصحراء".
وقد ركز السفير الأمريكي بالخصوص على دور المغرب الريادي في أفريقيا الذي يؤهله ليكون بوابة استراتيجية للتعاون مع البلدان الأفريقية بالنسبة للكثير من الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالامريكية. وقد ذكر السفير المغربي بأن المغرب إلى جانب حضوره الإقتصادي في أفريقيا يلعب دورا أساسيا تعزيز استقرار أفريقيا ومحاربة التطرف، داعيا نظيره الأمريكي إلى التعاون بين البلدين في أفريقيا الشرقية، ومنطقة القرن الأفريقي، خصوصا وأن كينيا والبلدان المجاورة تستفيد من تأطير العلماء والأئمة التي تشرف عليه المؤسسات الدينية المغربية، كمؤسسات محمد السادس لتكوين الأئمة ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.
وفيما يتعلق بإعادة العلاقات بين المغرب وإسرائيل، أشار إلى أن "المغرب بقيادة جلالة الملك طرف رئيسي في تعزيز السلام وحوار الحضارات في إفريقيا كما في الشرق الأوسط". وانتهز السفير غامبو فرصة المفاوضات الجارية لإبرام اتفاقية التبادل الحر بين أمريكاوكينيا ليطلب من السفير الأمريكي باعتماد الشراكة الاقتصادية الامريكية المغربية كمرجعية قارية تشجع الحكومة الكينية على تحسين علاقاتها السياسية والدبلوماسية مع المغرب خصوصا فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية. وقد رحب ماكرتر بهذا المقترح وأبدى استعداده لتشكيل لجنة ثلاثية مكونة من صناع القرار الأمريكيين والمغاربة والكينيين لاتخاذ اتفاقية التبادل الحر مع المغرب كمعيار إفريقي، وأعلن أن اجتماعاً رسمياً لهذه اللجنة سيعقد في الأسبوع الثاني من شهر يناير 2021.
وفي رده عن سؤال حول رد فعله على دعم الولاياتالمتحدة لخطة الحكم الذاتي للصحراء، أجاب السفير: "كنا بحاجة إلى زعيمين حكيمين وشجعان مثل جلالة الملك و دونالد ترامب للبث في قضايا إدارة الصراع وسلامة الأراضي والوحدة والاستقرار في أفريقيا." وأخيرا قدم السفير المغربي مختار غامبو، الأستاذ السابق للدراسات ما بعد الاستعمارية والامريكية في جامعة يال، عرضا حول التوجه الاطلسي الجديد للمغرب بعد تحويل الصحراء إلى قطب اقتصادي جذاب على المحيط الأطلسي عبر مشروع ميناء الداخلة، وهو التوجه الذي أشاد به السفير الأمريكي، معبراً عن استعداد بلاده لمواكبته على كافة المستويات.