كشف الناطق الرسمي باسم جماعة "العدل والإحسان"، فتح الله أرسلان، أن رفض الجماعة دعوة المشاركة في العمل السياسي، التي وجهها لهم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، يرجع إلى كونها " لم تخرج عن الصيغ التي كنا نسمعها أكثر من ثلاثة عقود بتكرار الاشتراطات السالبة للحرية، والمقيدة للأحزاب، والتي تفقدها استقلاليتها وحريتها. وتوقع فتح الله أرسلان، في حوار مع "إيلاف"، "عدم تحقيق حكومة عبد الإله بنكيران أي إنجازات تذكر"، مشيرا إلى أن "الحكومات السابقة كانت تفشل رغم إعلانات النوايا، ووضع كثير من البرامج على الورق لأن صلاحياتها محدودة". رفض المشاركة في العمل السياسي وحول رفض الجماعة دعوة المشاركة في العمل السياسي التي وجهتها الحكومة عبر حركة التوحيد والإصلاح اي الجناح الدعوي حزب لعدالة والتنمية، اعتبر أرسلان انه لم يطرأ أي جديد في كون مسألة تأسيس حزب ودخول الانتخابات في المغرب، ليست فقط حقا دستوريا وإجراء قانونيا يفترض أن تبث فيه الحكومة، وإنما "هي منحة بيد النظام يستعملها في الترغيب، والترهيب، والتقريب، والتكرم متى شاء وكيفما شاء بعيدا عن الأطر القانونية". وفي هذا السياق أشار إلى "أحزاب تحصل على الترخيص في وقت قياسي وتنفتح لها كل المجالات وتمنح الامتيازات، وبالمقابل تظل أحزاب أخرى تناضل وتسلك جميع السبل والإجراءات، لكنها تحرم من هذا الحق". وأضاف أن "المؤسسات التي يراد لنا دخولها ما تزال على حالها فهي"فارغة وشكلية ولا سلطة لها،" في حين ما تزال كل الصلاحيات السياسية، والقضائية، والأمنية، والدينية، والاقتصادية، في يد "جهات فوق الحكومة، ولا تخضع للاختيار الشعبي ولا للمحاسبة". بين الشروط والعزلة لا يخاف أرسلان من العزلة على جماعته، إذ يعتبر أن مواقفها أصبحت "الاختيار الواسع لغالبية الشعب،" مستشهدا "بنسبة المقاطعة الواسعة للاستفتاء على الدستور والانتخابات، وتزكيه حالة الرفض الشاملة في الشارع". وعلى العكس من ذلك، يرى أن من يوجد الآن في المربع الضيق هو "الجهات الحاكمة ومن يدور في فلكها، حيث أن كل جهدها اليوم متركز في اتجاه الخروج من عنق الزجاجة، وامتصاص الاحتقان وربح الوقت". ومن جهة أخرى، لفت إلى أن مجابتهم ب"ضيق الحيز الزمني لتحقيق التغيير الجوهري" الذي تطالب به الجماعة، "أصبح تبريرا عفى عنه الزمن"، قائلا "رأينا أن أنظمة دكتاتورية بكاملها سقطت في أقل من شهر وليس فقط إصلاحات أو تغييرات". العودة إلى حركة "20 فبراير" وحول إمكانية عودة الجماعة إلى حركة "20 فبراير" لا سيما بعد اجتماعات ضمت الطرفين، أوضح أرسلان أن "الحركة كانت فضاء جمع شبابنا مع باقي الشباب، وكانت فرصة للتواصل والحوار، وكوننا أوقفنا مشاركتنا فيها للأسباب التي أعلناها لا يعني قطع التواصل والحوار مع المستعدين لذلك باعتبار فضاءات العمل المشترك متنوعة ومتعددة". وأشار إلى أن "العدل والإحسان" كانت فاعلة في كثير من المجالات قبل وجود حركة "20 فبراير"، مؤكدا أن الجماعة ستواصل عملها بعد توقيف مشاركتها فيها، وتحتفظ الجماعة بتحديد "الوسائل، والكيفيات، والبرامج، والخطط". الحكومة الحالية ولم يتوقع الناطق الرسمي باسم جماعة "العدل والإحسان، تحقيق "إنجازات ذات قيمة "عن طريق الحكومة الحالية، مضيفاً أن "صلاحياتها محدودة، وليست هي من يحكم إنما ينحصر دورها في تدبير بعض القضايا الجزئية في الوقت الذي يمارس الحكم الملك ومحيطه القريب".