ترفع بالدارالبيضاء، بشكل تدريجي، ويوما بعد آخر، وتيرة التخفيف من قيود «الطوارئ الصحية» التي اعتمدت في إطار التدابير الاحترازية المتخذة للحد من انتشار وباء (كورونا)، في أفق ترقب رفعها كليا في 10 يونيو الجاري. وشوهد، أمس الاثنين، بعدد من الطرقات الرئيسية، كالزرقطوني وبير انزران والجيش الملكي وغيرها من الشوارع الكبرى، إزالة الحواجز الحديدية التي نصبت في وقت سابق لضبط حركة التنقل بين المناطق مع جعلها مقتصرة على من أرغمت عليه الضرورة الملحة ذلك. فيما اكتفي في هذه النقاط بمرابطة عناصر شرطية للسهر على ضمان انسيابية المرور والتدخل في الحالات التي تستدعي التأكد من الوضعية القانونية للمركبة ومن يوجدون على متنها. وعاينت «كود» عدد من المحلات التجارية بأبواب نصف مفتوحة في وقت ينكب العاملين فيها على تنظيفها وتعقيمها وإدخال السلع الجديدة إليها، فيما بدأت مقاهي ومطاعم العمل بخدمة التسليم الخارجي، بينما ظلت أخرى موصدة أبوابها بعدما عجز أصحابها عن استئناف نشاطهم نظرا للخسائر الكبيرة التي تكبدوها جراء الجائحة، والتي يصعب عليهم تجاوز آثارها الثقيلة على مقاولاتهم الصغيرة إلا في حالة استفادة القطاع من دعم يخفف من حدة الأزمة التي يعيشونها. مقابل ذلك، واصلت مصالح الأمن تشديد المراقبة في المنافذ المؤدية إلى الشريط الساحلي عين الذئاب بالمحافظة على الحواجز الحديدية الموضوعة بها، بالإضافة إلى نشر قوات إضافية مشكلة من عناصر شرطية وأخرى تابعة للقوات المساعدة في عدد من النقاط على طول شاطئ هذا الفضاء الاستجمامي، لتفادي تكرار سيناريو، نهاية الأسبوع الماضي، بالصويرة وغيرها من المدن، حيث تقاطرت حشود كبيرة على الشواطئ للسباحة، في سلوك أثار موجة استنكار واسعة، لما شكله هذا الفعل المتهور من تهديد حقيقي على الصحة العامة، بعدما كان وراء خلق أكثر من بيئة خصبة محتملة ل «كورونا»، التي فرضت عدد من التدابير الاحترازية للحد تفشيها. ويأتي هذا الخروج الحذر من أجواء «الطوارئ الصحية» للعاصمة الاقتصادية، التي كانت منذ أيام مصدر قلق كبير للمشرفين على تنزيل خطة مكافحة (كوفيد 19) بسبب تصدرها لقائمة أكثر المدن تسجيلا للإصابات بالفيروس إثر تفجر مجموع من البؤر بها، في وقت بدأ يسجل فيها تراجع ملفت في عدد الحالات المؤكدة يوميا. وفي حصيلة أمس. سجلت مدينة الدارالبيضاء 15 حالة من أصل 26 حالة اكتشفت في ال 24 الماضية، تلتها مدن مراكش وطنجة والعراش بحالتين في كل منها، ثم جهة بني ملالخنيفرة بأربع حالات، وسيدي إفني بحالة واحدة. وأكدت وزارة الصحة استمرار تحسن مؤشرات الوضعية الوبائية، ودعت إلى مزيد من الحيطة والحذر والالتزام بقواعد السلامة الصحية للحفاظ على المكتسبات. في سابقة من نوعها منذ بداية الحالة الوبائية، شهد المغرب تسجيل 434 حالة شفاء دفعة واحدة خلال ال 24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للحالات التي تماثلت للشفاء إلى 5893 حالة.