في سابقة من نوعها، أقدم عشرات المواطنين بمنطقة زواغة بفاس على إطلاق مبادرة جماعية لتنقية "واد الحيمر"، أحد أكبر الوديان المهملة بالمدينة، وذلك في شكل احتجاجي ضد قيادات محلية في حزب العدالة والتنمية تتولى تسيير مجلس المقاطعة. وبحسب مصادر "كود"، فإن المثير في هذه المبادرة هو أن الساكنة قد عمدت إلى جمع مساهمات بسيطة لاقتناء كل ما يحتاجونه من مواد ولوازم للقيام بهذه الأشغال، رغم الظروف الاجتماعية الصعبة المرتبطة بتداعيات جائحة "كورونا"، في وقت يوجهون فيه انتقادات لاذعة بالإهمال والتجاهل إلى رئيس مجلس مقاطعة زواغة، عبد الواحد بوحرشة، برلماني وأحد القيادات المحلية ل"البيجيدي". وأقدم هؤلاء المواطنين على تنقية الواد من المواد الملوثة وقاموا بصباغته، وذلك بعدما حولت الروائح الكريهة التي تبنعث منه حياتهم غلى جحيم، وجعلت المسنين والأطفال والمرضى يعانون بشكل مستمر. وتحدثت المصادر نفسها ل"كود" على أن كل أنواع الحشرات الضارة أصبحت "تقتحم" جل منازل الساكنة، وتزيد من الضغط الذي يمارسه إهمال شكاياتهم التي وجهوها أكثر من مرة لرئيس مجلس المقاطعة. وقد سبق لهذا الواد أن أدى إلى احتجاجات كبيرة في فصل الشتاء الماضي، حيث أغرقت فيضاناته شوارع وأزقة المنطقة ودخلت إلى البيوت. ويذكر المتضررون بأن النداءات المتكررة الموجهة لرئاسة مجلس المقاطعة لم تدفع إلى اتخاذ أي إجراء استعجالي لتجاوز محنتهم معه في الصيف والشتاء. في مقابل ذلك، قال النائب الثالث لعمدة المدينة، النائب البرلماني محمد الحارثي، في اتصال أجرته معه "كود"، أن مقاطعة زواغة بتنسيق مع السلطات المحلية قامت بمجهود كبير لحماية واد "الحيمر" من الفيضانات، وذلك منذ السنة الماضية. وأوضح الحارثي، في ذات التصريح قائلاً: "المجهودات المتواصلة لحدود الساعة مكنتنا من تجنب غرق الواد، والأمطار الأخيرة التي تساقطت أظهرت أن الواد مابقاش يغرق، بالإضافة إلى شراكة دارتها الجماعة مع الجهة ووزارة الداخلية ووكالة حوض سبو بقيمة 5 مليار سنتيم من أجل محاربة الفيضانات". وجدد النائب البرلماني الحارثي تأكيده بالقول: "العمل متواصل لحماية وادي الحيمر وإلى حدود الساعة من قبل المقاطعة وبتنسيق مع السلطات، والكل مجند، وكاين فقط بعض المزايدات".