ما أحلاه. ما أحلى نفط غرب تكساس في الحريرة. وكي تحضريه في رمضان لزوجك وأولادك. يكفي أن تأخذي سيدتي. لتر نفط خام. وهو الآن بالمجان. وضعيه في الخلاطة. مع خمس حبات طماطم. ثم اعصري الخليط جيدا. إلى أن تتمازج مكوناته. وإلى أن تحصلي على لون برتقالي. بعد ذلك اسكبيه في طنجرة الضغط. مع الحمص والعدس. والبقدونس والكرفس. ويمكنك إضافة شحم النفط الأسود بدل كنور البنة. كما أن نفط غرب تكساس يعفيك سيدتي من السمن. وله نفس لذته. بل أفضل. وفي الليل. وفي أيام رمضان الأولى. قد تتفاجئين بأن زوجك يحس كما لو أن محركا في بطنه. ويظن نفسه سيارة. وتارة يحس أنه شاحنة. وطورا يخرج منه دخان أسود كثيف. ويصيبه عطل. وينادي على الديباناج. ويرغب في أن يطير. ويرغب في خرق الحجر الصحي. ويزمجر كي يذهب إلى المقهى. فلا تخافي. ولا تنادي على الميكانيكي. ولا تحاولي إصلاحه. إنها مجرد أعراض جانبية بسيطة. وستزول مع الوقت. لكن اللذة مضمونة. كما يمكنك سيدتي أن تستعملي نفط غرب تكساس. أو خام برنت في إعداد عصير الأفوكا. وإذا كان ثمن الأفوكا مرتفعا. فاخلطي نصف كيلو قرع أخضر مع لتر بنزين. وتذكريني. وتذكري أن الشيف حميد زيد هو من قدم لك هذه الوصفة. وعلى ذكر الشحم الأسود المستخلص من نفط برنت الخام. فهو أفضل من الزبدة. وخال من الكوليستيرول. وينصح به الدكتور الفايد. ولا ألذ منه لدهن البغرير. وما يميزه أنه عسل وزبدة في نفس الوقت. وقد تكون عقودك آجلة سيدتي. لكن هذا لن يمنعك من أن تتمتعي بكل أنواع النفط. فهذا هو موسمها. واستغلي أنها رخيصة. وتعطري بها فهي غير مفسدة للصيام. وبخخي ملابسك بها. وتعقمي بها. فهي تتوفر على مواد كحولية. كما أن زيوتها تكون عذراء ونقية في هذه الفترة من السنة. ويمكنك أن تستعمليها في سلو. وأن تقلي بها البطاطا للأطفال. والسردين. والباذنجان. وكل ما تشتهيه الأسرة على مائدة الإفطار. وما ألذ النفط في حشوة البريوات مع القيمرون. وفي البسطيلة. ويا لطعمه مع الشعرية الصينية. ولا تنسي فعاليته كمرهم. و ككريم مرطب. وكصابون. وكملين شعر. فتجملي به. ولا تترددي. كما أنصحك بتخليل الكورنيشون والزيتون في برميل من الخام. وبعد أن كان بسبعة وثلاثين دولارا. فهو الآن ناقص صفر. فلا تضيعي هذه الفرصة و برميل للمخللات بالنفط. وبرميل لنقع الشباكية. بدل العسل والسكر. ولو أن أحدا لم يقلها. ولو أن شركات الأدوية تتكتم عن الأمر. ولا تريد أن يتعالج الناس بهذه المادة الطبيعية. فإن نفط برنت الخام يعتبر طاردا للفيروسات مهما كانت قوتها. إضافة إلى أنه يكسب الجسم المناعة. فلا تفوتي الفرصة سيدتي. وقي نفسك وأسرتك. ولا تذهبي أبدا إلى الطبيب. وضعيه في السلطة. وفي الشاي. وفي العصائر. وفي الحساء. وفي مرق البطاطا. وفي حشوة المسمن بالشحم والبصل. وفي الحليب. ودعيه يتفاعل مع اللبن. ليخفف من حموضته. وأكثري منه في البطبوطة. وفي طاجين بوزروك لأنه يزيل سمومه. واشربيه بعد الإفطار. وفي السحور. فهو يساعد الجسم على تحمل الجوع. والعطش. ويقوي الباه. ويقرب بين الأحبة. فجسم الإنسان بمثابة آلة. وفي الآلة خزان. وعلى الخزان أن يتزود بالبترول كي يشتغل. وكي لا يتوقف الإنسان في منتصف الطريق. ومادامت السيارات مركونة في الكاراجات. وجامدة. لا تتحرك. وتتعرض للصدأ. ولا فائدة منها. فعلينا أن نعوضها. وعلينا أن نتحرك بدلها. وأن نستعمل أقدامنا ونسميها عجلات. وأن تكون أفواهنا بمثابة عادم أمامي. ومؤخراتنا بمثابة عادم سيارة كلاسيكي ينفث دخانا. وأن نشرب من البنزين قدر المستطاع. فهو رخيص. وثمنه صفر. ومتوفر في كل محطات الوقود. لكن احذري سيدتي فقد تشب فيك النيران. وقد تحترقين في أي لحظة. وقد تنفجرين أنت وأسرتك. وهذا طبيعي. ويحدث لأغلى السيارات. ويحدث لكل البشر ومهما حاولنا الحد من حوادث السير فلن نتمكن من القضاء عليها بالكامل. وككل مادة للاستهلاك. فإنه يجب تناولها باعتدال. فالحليب يقتل. والبطاطا تقتل. والإكثار من شرب الماء يقتل. وكل شيء يقتل. والفيتامينان تقتل. والسعادة تقتل. والحب يقتل. وكم من إنسان يموت بالتخمة. وليس لأن عقوده آجلة. حتى تأتي على كل النفط الخام سيدتي. فالبطنة تذهب الفطنة. والمعدة تحتاج إلى فيدونج. والإنسان محتجز في بيته. بعد أن عبد كل هذه الطرق السيارة. وبعد أن صار النفط في أمريكا بلا مقابل. ولا من يشربه. ولا من يشتريه. ولا من يشرح لي هذا الموضوع.