تأبى باشوية سيدي رحال الشاطئ، التابعة لنفوذ عمالة إقليمبرشيد، إلا أن تعاكس التعليمات الرسمية لوزارة الداخاية، ضاربة عرض الحائط بالقرارات الاحترازية التي دعت المواطنين إلى التقيد بها من أجل منع انتشار فيروس كورونا، وتفشي العدوى به. ففي غياب غير مبرر للمسؤول الأول عن الباشوية، رغم حالة الاستنفار التي تشهدها الكثير من العمالات والأقاليم، اختار أعوان السلطة بسيدي رحال الشاطئ، مُمَثَلِين في خليفتي الباشا وبعض المقدمين والشيوخ، دعوة المواطنين الراغبين في الحصول على ترخيص بالتنقل مع اقتراب سريان قرار حظر التنقل بفعل الحجر الصحي الذي أعلنت وزارة الداخلية على اتخاذه مساء أمس الخميس، لينطلق العمل به في حدود الساعة السادسة من مساء اليوم الجمعة، إلى مقر الباشوية حيث شرعت الباشوية في توزيع التراخيص بشكل مباشر، وفي ظل تكدس طالبي الترخيص، في غياب أية شروط للسلامة والوقاية، للحيلولة دون انتشار العدوى، ودون تجمع أشخاص عديدين في أماكن محددة ومغلقة. ويوضح هذا الإجراء العشوائية التي تسود بباشوية سيدي رحال، التي فضل أعوان السلطة بها ومسؤوليهم، عدم مغادرة مكاتبهم لتوزيع التراخيص وتوابعها بمنازل المعنيين بها، كما أكدت على ذلك المصالح المركزية لوزارة الداخلية منعا للتجمعات والاختلاط بين المواطنين. بل إن أحد أعوان السلطة بدرجة "خليفة" الملتحق حديثا للعمل بالباشوية رفض اقتراح بعض الموظفين والمواطنين بتنظيم العملية، وعدم السماح لأكثر من مواطن بالوقوف أمام الشخص المسؤول عن ختم التراهيص، وكأن السعي إلى خلق الازدحام كان مقصودا من طرف عون السلطة المذكور. يذكر أن وزارة الداخلية أفادت بأن رجال وأعوان السلطة سيتكلفون بتوزيع "شهادة التنقل الاستثنائية" على كافة المنازل بالمملكة، زليس استدعاء المواطنين لأخذها من المكاتب كما جرى بباشوية سيدي رحال بعد زوال اليوم الجمعة، في إطار تنفيذ قرار إعلان (حالة الطوارئ الصحية) وتقييد الحركة في المغرب. وكان العامل، مدير الأمن والمستندات بوزارة الداخلية، لعروصي بلوى، قال في تصريح للصحافة، إنه "انطلاقا من صبيحة اليوم الجمعة ستوزع على جميع المنازل بالمملكة هذه الشهادة من قبل رجال وأعوان السلطة"، مبرزا أن كافة المواطنين مدعوون للإدلاء بها لأعوان المراقبة الذين سينتشرون في الشوارع والطرقات. وأشار إلى أن وزارة الداخلية اتخذت كافة الإجراءات من أجل أن تتم عملية توزيع هاته الشهادة بكل سلاسة وفي الآجال المحددة.