منذ الأخبار الأولى التي انتشرت حول فايروس كوفيد19 الذي أطلق عليه اسم كورونا المستجد، خرجت فرقة من الناس تلهج بأن الله يعاقب الصين لأجل المسلمين الايغور، وكأن كوفيد معد خصيصا ليمس غير المسلمين في الصين وينتقم منهم لأجل أمر لم يفعلوه. هناك شيئان نؤمن بهم حد النخاع، أولاهما أن هناك عقاب إلهي ينتظر أن ينتقم لنا كمسلمين من أي سوء يمسنا، وكلما ظلم أحد المسلمين إلا وجاء العقاب الالهي الرادع، ولعل هذا أهم الأسباب التي جعلت المسلمسن لا يتطورون ولا يتقدمون لأن اتكاليتهم على الله جعلت ما دونه لا حاجة إليه، وهو ما جعل المسلمسن مستضعفين في بورما، وهم كذلك في فلسطين، وكانوا كذلك في افريقيا الوسطى، والأمثلة كثيرة. أما الشيء الثاني المترسخ بداخلنا هو أن أي كارثة طبيعية ستقع، ستكون بداخلها مؤامرة، وهو ما جعل فرقة أخرى من الناس تنفي أن يكون كورونا غضب إلهي واعتبرته مؤامرة من أمريكا لتحطيم الاقتصاد الصيني، لكن الواقع أثبت عكس هذه الترهات، حسنما تم الاعلان عن خسارة الشركات العملاقة لمئات الملايير من الدولارات بسبب فايروس كورونا، وكانت غالبية هذه الشركات من أمريكا. وأنا أتماهى مع الفكرة الاولى بأن الأمر متعلق بغضبة إلهية من أجل الايغور، أتساءل ما الذي يجعل كورونا تصيب المغاربة، هل هو سخرية المغاربة من ضياع كلب أبو زعيتر، أم أن السلطات لم تقم بالواجب المنوط بها لإعادة الكلب في السرعة القصوى واعلان حالة الاستنفار لأن الكلب ضاع أو تمت سرقته، أم أن العقاب جاء لأن الكثيرين شككوا في أن الكلب مسروق، وكذبوا خبر سرقته وتساءلوا لماذا سيسرق فقير كلبا يكلف أكله فقط أكثر من أكل أسرة السارق المزعوم؟، في النهاية يبدو أن عقابنا ليس لأننا نعذب المسلمين، لأننا في الأصل ضمن خانة المسلمين الذين يغضب الله إذا مسنا سوء من الكفار ورغم ذلك وصلتنا كورونا.