[email protected] توفي الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، صباح اليوم الثلاثاء، عن عمر يناهز 91 سنة نتيجة لوعكة صحية ألمت به وعجلت بوضعه تحت العناية المركزية يوم أمس الإثنين. حسني مبارك الذي تولى رئاسة جمهورية مصر في الرابع من أكتوبر سنة 1981 وإستمر في حكم مصر إلى غاية الحادي عشر فبراير من سنة 2011، متى أطاحت به ثورة الخامس والعشرين من يناير، كان داعما للوحدة الترابية للمملكة، حيث جسد خلال فترة حكمه لمصر مواقف خلقت فارقا لصالح الدبلوماسية المغربية في السجال الدبلوماسي الدائر على المستوى الإفريقي والدولي، ما أثر يشكل جلي على العلاقات المصرية الجزائرية ووسع الهوة بينهما إلى حد ما. مواقف حسني مبارك بخصوص قضية الصحراء لم تسلم من التشويش بسبب التداخل بينه وبين علاقات مصر بالمغرب والجزائر، حيث إلتجأت مصر في بداية التسعينات الى استعمال النزاع كمطية لرد الجميل للجزائر التي دعمت مصر في حرب 73 ضد إسرائيل، وذلك من خلال إستقبال رسمي خص به حسني مبارك زعيم جبهة البوليسلريو سنة 1994 على هامش القمة الأفريقية، بيد أن مصر حسني عادت مجددا لتسجل موقفا رسميا تجاه جبهة البوليساريو والوحدة الترابية للمملكة، عندما تغاضى حسني مبارك عن استقبال محمد عبد العزيز خلال القمة الإفريقية المنظمة بشرم الشيخ عام 2009، ورفض حضوره للعشاء الرسمي المنظم على هامش القمة. ويرتبط الرئيس المصري حسني مبارك بقصة لم يتم التأكد من صحتها مع المملكة المغربية، والتي تشير لواقعة أسره سنة 1963 أثناء حرب الرمال بين المغرب والجزائر، عندما هبطت المروحية التي تقله وضباطا مصريين آخرين بامحاميد الغزلان أثناء قتالهم رفقة ألف جندي مصري إلى جانب الجزائر. أهم ما ميز فترة حكم الرئيس الراحل حسني مبارك كان عدم الإعتراف ب”الجمهورية الصحراوية” على الرغم من علاقات بلاده القوية بالجزائر، وهو الموقف الذي جعل العلاقات المغربية المصرية تتسم بالإستقرار بصفة عامة دون الحاجة لِلَي طرف ذراع الآخر.