تسبب صعود عبد اللطيف وهبي، إلى الأمانة العامة لحزب “الأصالة والمعاصرة”، في خلط الأوراق الانتخابية للأحزاب السياسية بسوس، خصوصا في ظل الحديث عن احتكار الصراع الانتخابي في الجهة بين حزبي التجمع الوطني للأحرار “العدالة والتنمية”. وحسب مراقبين فإن جهة سوس ماسة، الجهة التي قال عنها الملك محمد السادس “يجب أن تكون مركزا اقتصاديا، يربط شمال المغرب بجنوبه، من طنجة شمالا ووجدة شرقا إلى الأقاليم الصحراوية”، ستتحول إلى معترك حقيقي بين 3 أمناء عامين ينحدرون من الجهة، ويتعلق الأمر بكل من عزيز أخنوش، رئيس حزب الأحرار، وسعد الدين العثماني، الأمين العام ل”البي جي دي”، وعبد اللطيف وهبي، الأمين العام ل”البام”. سوس تعتبر من الجهات النشيطة انتخابيا، ستكون حاسمة في معركة 2021، إذ أن “هزيمة أي حزب من هذه الأحزاب في عقر دار أمنائها العامين سيؤثر لا محالة على مستقبل هؤلاء الزعماء”. ويبقى الرهان، وفق متابعون للنقاش الدائر حول القوانين الانتخابية، على “التحالفات القبلية” و”التوافق” لتجنب الاصطدامات في الانتخابات المقبلة، هذا من جانب، ومن جانب آخر فقد صرح في وقت سابق، أمحند العنصر، الأمين العام لحزب “الحركة الشعبية”، بوجود إشارات من “الفوق” لكي “تخلو العملية الانتخابية من استعمال المال ومن استغلال القيم الوطنية”، وهي رسالة لم تخلو من وجود تعليمات إلى زعماء الأحزاب لتجنب العراك والاصطدام الانتخابيين. محمد ساجد، الأمين العام لحزب “الاتحاد الدستوري”، بدوره ينحدر من سوس، لكن “غير محسوب في الصراع”، في ظل “استمرار دمجه في عش الحمامة”. ويظهر جليا، بداية الصراع الانتخابي بسوس، خصوصا مع الزيارة الملكية لمدينة أكادير، حيث تحولت المدينة إلى مواجهات بين الداخلية ومنتخبي “البي جي دي” من جهة، ومن جهة أخرى بين الأحزاب النشيطة في سوس، حيث شهدت المدينة انزالات لزعماء أحزاب قبل الزيارة الملكية، وتحرك غير عادي لوزراء الحكومة. يشار إلى أن الملك محمد السادس أعطى في خطابه الذي وجهه، بمناسبة الذكرى ال 44 للمسيرة الخضراء، أهمية بالغة لجهة سوس ماسة درعة، وأكد أن أكادير هي الوسط الحقيقي للبلاد.