اعتبرات حكيمة الناجي، الفاعلة النسائية والعضوة في دينامية “جسدي حريتي”، اللي نشرات مقطع الفيديو “المغتصب هو نتا” المثير للجدل، بللي الناس استهزؤوا بيه بسبب رفضهم لنقاش الحريات الفردية، وهذ الموضوع استفزهم وصدمهم بسبب عدم تقبلهم الأفكار الجديدة. وأضافت الناجي، في حوار مع “كود”. أن الجمعيات النسائية ولفات هذ الحملات ديال الاستهزاء، اللي كايكون الهدف منها هو تبخيس العمل النسائي، “وهذا ما عشناه سنة 1992 عند توقيعنا لعريضة من اجل تحرير المرأة، وسنة 2002 خلال الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية، كنا دائما كنلقاو صعوبة عندما نطرح قضية ما، ونتلقى هجمات شرية”، حسب تعبيرها. وكشفات الناشطة أو الدينامية تستعد لتنظيم النشيد النسائي في 8 مارس المقبل، وغادي تستفد من الأخطاء والثغرات اللي ارتكبت فالعمل الأول، “العمل الأول ماكانش في قمة الإبداع من حيت التصوير والكلمات، ولكنه بشكل أو بآخر كيعبر بطريقة نضالية على أهم ما كنفكرو فيه”، على حد قولها. وهذا نص الحوار.. – بداية نبغيوك تتكلمي لينا شوية على دينامية “جسدي حريتي”؟ نشآت دينامية “جسدي حريتي” مباشرة بعد الاعتقال ديال هاجر الريسوني، فداك الوقت اجمعنا بعضنا، حنا الجمعيات النسائية ديال جهة طنجةتطوانالحسيمة، عن طريق التواصل ب”الميسنجر” و”الواتساب”، واجتامعنا من بعد وقررنا إصدار بيان بتنسيق مع مرصد عيون نسائية، هاذ البيان تضمن المطالبة بالإطلاق الفوري لهاجر بالإضافة إلى رفع تجريم الإيقاف الإرادي لحمل غير المرغوب فيه، وضمان الحق في إقامة علاقة رضائية بين شخصين راشدين، وحنا مايمكنش نكونو مع هاذ القانون اللي كيجرم ممارسات معتادة ومقبولة فالمجتمع. فالأسبوع الأول ديال شهر شتنبر 2019 تشكلات هذه الدينامية المكونة من شبكة من الجمعيات النسائية والحقوقية و فعاليات من مختلف الأطياف وأجناس الإبداعية والثقافية والفكرية بجهة طنجةتطوانالحسيمة، بل وهناك جمعيات منخرطة بالدينامية حتى من كازا، وأكادير، ومدن أخرى، ولكن المبادرة انطلقات من الشمال، فبقاو الناس ديال هاذ الجهة هوما اللي قابطين المشعل ديال هذ الدينامية، وكونا لجان في مجموعة من مدن فالجهة، واللي تابعين كاملين لدينامية واحدة. كان أول اشتغال تنسيقي لينا نحن الجمعيات النسائية بالجهة سنة 2002 بعد إطلاق مبادرة إشراك المرأة في التنمية، تبعاتها مجموعة من الأعمال التنسيقية خلال ما يقارب العقدين، آخر عمل كان سنة 2015 مللي تفتح النقاش من طرف الملك محمد السادس حول الإيقاف الإرادي للحمل غير المرغوب فيه، وكان حال الموضوع على المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وعلى المجلس العلمي الأعلى. أعدت شبكة الشمال للجمعيات النسائية آنذاك مذكرة رفيعة المستوى، وقدمناها للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، ووقعتها 14 جمعية. دينامية جسدي حريتي هي عبارة عن امتداد لهذه السيرورة، وهي لي اعملت على إصدار عريضة للمطالبة بضمان الحريات الفردية للنساء. – شنو هي الأمور اللي كتشتاغلو عليها فالدينامية بالضبط؟ دينامية “جسدي حريتي” كتشكل جيل ثاني من نضال الحركة النسائية، الجيل الأول فالنضال هو اللي ممكن نقولوا عليه تمحور حول تغيير القوانين، وضمان المشاركة السياسية للنساء والتمكين الاقتصادي ليهم، أما الجيل الثاني كيتعلق بالحريات الفردية للنساء، اللي ماكاتشملش فقط هاذ جوج ديال المطالب، بل عدد كبير من الأشياء، لكن اللي كيطرح مشكل حقيقي اليوم هو الإيقاف الإرادي للحمل غير المرغوب فيه، حيت كثر من 20 طفل كيترماو فالأزبال يوميا، وما بين 600 و1000 حالة إجهاض اللي كتتم فالمغرب يوميا، إما بطريقة طبية أو غير طبية ولكنها بطريقة غير قانونية، كيتعرضو فيها النساء لجميع أنواع الابتزاز. والآن أصبح كيتم اعتقال الناس لأسباب سياسية بتلفيق تهم عندها علاقة بالحريات الفردية ليهم، هذ الموضوع مابقاش مقبول فبلادنا فالقرن 21، حيت المجتمع اليوم تغيرات الثقافة الاجتماعية ديالو، وباقي القانون متخلف جدا ولا يواكب كل هذه التحولات المجتمعية. بالنسبة لكيفية الاشتغال، اتفقنا على أشكال عديدة منها إحداث العريضة وفتح النقاشات مع الشباب ومع الناس بشكل عام، وكذلك اتفقنا على توظيف الإبداع للتعريف بالحريات الفردية والتحسيس بها والعمل على خلخلة العقليات البائدة، حنا مللي طلقنا الدينامية والعريضة قلنا أن الهدف ديالنا من هذشي كامل هو المساهمة في إطلاق نقاش عمومي في موضوع الحريات الفردية على المستوى الوطني، وبالخصوص فالمستوى الترابي، يعني فالجهات، هاذي هي القيمة المضافة اللي عندنا، يعني أننا نريد التوطين الترابي للنقاش حول الحريات الفردية للنساء، قلنا كذلك أن قضية الحريات الفردية لا بد أن تصل عن طريق الإبداع، وما يصل عن طريق الإبداع لا يصل ربما فالعروض والندوات والنقاشات، وبالتالي جات الفكرة باش نديرو قطب الإبداع فالدينامية، هذ القطب فيه ثلاثة ديال الناس، خديجة طنانة، الفنانة التشكيلة المعروفة، وخديجة موسى، مهتمة بالإبداع و ترسم وكتعمل الكتابة المسرحية، وفاطمة الزهراء الفيزازي، وهي شاعرة معروفة صدر ليها مؤخرا ديوان. وانضمو ليهم كذلك الشباب ومبدعات أخريات. – كيفاش جاتكم الفكرة ديال تصوير فيديو تتكلمو فيه عن معاناة المرأة بطريقة احتجاجات النساء ف”الشيلي”؟ قطب الإبداع فالدينامية تكلف باش يعمل تصور، من بعدما تطلقات المبادرة فنونبر ديال النساء الشيليات، ومبادرة “المغتصب هو أنت” اللي انطلقت من الشيلي صبحات الآن عالمية، وصبح مداها أممي، لأنه تم تجسيدها باسبانيا، من بعد لبنان، وتونس، وفرنسا، وكاينين عدد ديال الدول اللي غير ترجموها، أما حنا فكانت الفكرة ديالنا هي أننا سننخرط في هذه الدينامية العالمية، فيما يتعلق بالتنديد بالعنف والاغتصاب إلخ، بالخصوص العنف المبني على النوع، وهذا هو مضمون الرسالة اللي انطلقات من الشيلي، قلنا علاش مانديروش هذ الشكل فالمغرب، باش ننخرطو فالدينامية العالمية لمناهضة العنف الممارس على النساء عن طريق النشيد الأممي، ومن هنا جات الفكرة. بالنسبة لكلمات النشيد هو نتاج ديال عمل جماعي، بعد نقاشات وتداريب، تحسن النص واتفقنا على كلماتو، وبان لينا أن هذاك المنتوج مناسب، هو ماشي في قمة الإبداع من حيت الكلمات، ولكنه بشكل أو بآخر كيعبر بطريقة نضالية على أهم ما كنفكرو فيه، ومزال كنوجدو للعمل النهائي لغانخرجو بيه ف8 مارس، وراه بالمناسبة كايتدربو عليه مجموعة من الشباب وغايكون فمجموعة من المناطق، وغايتم تدارك العثرات ديال العمل الأول على مستوى الإخراج الفني. – الفيديو الأول اللي درتو ثار ضجة كبيرة وموجة عارمة ديال السخرية، شنو رأيكم فالموضوع؟ ما كنتبعش ما يكتبه الناس لحقاش ما عنديشي الوقت لذاكشي، ولكن انطلاقا من لي كيتم تداوله فالمجموعة الخاصة ديالنا على “الواتساب”، كاينين 3 ديال الأنواع ديال التفاعل مع الفيديو، كاين تفاعل إيجابي، وهذو لي كثارين، كيعتابرو بلي هاذا شكل جديد فعملنا، والكلمات اللي فيه مغربية، وخا احتفظنا بجزء أممي، والمبادرة جميلة، الناس هكذا كيشجعونا وعاجبهم الحال، وكيهنؤونا على التفكير فالمبادرة وإطلاقها، وكاين نوع ثاني من الردود، هو ردود ناقدة بناءة، كتثمن المبادرة، وكتقول مثلا أنه على المستوى الإبداعي ناقصة، وخاص مزال فيها عمل، وهذا الرد فالحقيقة هو اللي كيوجه عملنا النهائي باش نتداركو الأخطاء لي ارتكبنا، وكاين صنف ثالث من التفاعل اللي هو فالحقيقة أقل ما يمكن القول عليه لا يحفز لا على التفكير ولا على الإبداع ولا يشجع، وهو متهور في معظمه، وأحيانا ساقط، وهذا المستوى ماكاندخلوش فيه وماكانهتمولوش، داخلين فيه جوج خلفيات، خلفية عادية ديال الشغب ديال الناس اللي استفزهم الموضوع، حيث فيه جديد وفيه حدة وصادم بالنسبة للوعي الجمعي ديال المغاربة، وكاينين فيه ناس اللي ضد الموضوع ديال الحريات الفردية، ولذلك كيحاولو ينقصوا من العمل ويبخسوه، وهاذ شي عشناه كحركة نسائية منذ ما يزيد عن أربعة عقود، حيت دائما فوقما كنطرحو قضية ما، كالعريضة ديال المليون توقيع سنة 1992، الهجمة الشرسة اللي كانت عليها ما عرفاتها حتى شي مبادرة أخرى، كذلك الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية سنة 2002، الهجمة اللي كانت عليها كانت كبيرة بزاف، فبالتالي نحن كحركة نسائية مولفين أنهم غادي يستهزؤوا ويبخسوا، لأن الأصل هو أن الناس لا تتقبل الأفكار الجديدة، والمجتمع الجديد، والمساواة بين النساء والرجال، الناس كيقبلوها شوية بشوية، وعند المطالبة بتعليم النساء في العالم العربي فالقرن 19، وفالمغرب بالخصوص، قامت الدنيا ولم تقعد، وظهروا الفقهاء اللي قالوا أنه ما ميكنش النساء يتعلمو، لأنهم إلى تعلموا غادي يبداو يكتبو الرسائل الغرامية، يعني حنا دبا الآن تعودنا على هذ ردود الفعل، والناس لا يتقدمون إلا إذا مارسوا، وإذا مارسوا فهم معرضون للخطأ، والخطأ بشري وماشي كارثة، في تراثنا الإسلامي كنقولو من اجتهد وأصاب فله أجران، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر. – شناهي الأنشطة الأخرى اللي كتفكرو تديروها من بعد الفيديو؟ غادي نقدمو ف8 مارس النشيد النسائي اللي كنهيؤوه والتعبير الجسدي “Performance” في 4 جهات من المملكة، لكن غانستفدوا من الأخطاء والثغرات طبعا، وقبل ذلك ف7 مارس غاننظموا ندوة فكرية، ومازال أمامنا الكثير من الأمور اللي غانقومو بيها، قبل ما نقدمو حصيلة السنة اللي غايكون فيها تقرير شامل حول الأعمال اللي قامت بيها الدينامية وعدد الأشخاص المنخرطين فيها، وكذلك غادي نقدمو نتائج عريضة المطالبة بالحريات الفردية للناسء على مستوى التوقيعات، ونحن مستمرين فالزمن وكل مرة كنطوروا الأشكال ديانا، والنقاش لابد يزيد يتوسع ويتبنى ويتعقلن، ويزيد يمس شرائح واسعة من الناس لحقاش الهدف الرئيسي كيف قلت سابق هو المساهمة في إثراء النقاش العمومي حول الحريات الفردية من أجل بناء تعاقدات جديدة تؤسس لبناء وتشييد المجتمع والدولة الحداثيين الديمقراطيين