افتتح مساء أمس الأربعاء بمقر “البيت العربي” وسط مدريد معرض جماعي لأربعة فنانين مغاربة إسبان يضم مجموعة من الأعمال الفنية ويستهدف بالأساس تعريف رواد هذا الفضاء بالأعمال الإبداعية لهؤلاء الفنانين التي تعكس غنى وتنوع التشكيل المغربي المعاصر . ويتضمن هذا المعرض الذي ينظم تحت شعار ” علاقات وروابط مفتوحة ” 30 من الأعمال التشكيلية التي تنضح بالحياة وبالألوان والأضواء وتمتح من الموروث الثقافي والحضاري للمملكة من توقيع كل من الفنانين سعيد المساري ومونية التويس وخالد البكاي وأمين أسلام . وتسلط هذه الأعمال الفنية التي هي بمثابة رحلة سفر عبر الألوان والنقوش والرموز إلى عمق روافد ومكونات الموروث الثقافي المغربي بغناه وتنوعه الضوء على اتجاهات مبدعيها وآليات اشتغالهم ومهاراتهم في تجسيد رؤاهم الإبداعية باحترافية عالية . ويروم هذا المعرض الذي ينظم بالتعاون مع سفارة المغرب في إسبانيا ويستمر إلى غاية فاتح مارس تمكين الزوار وعشاق الفنون التشكيلية رواد المعارض من استكشاف الثقافة المغربية في مختلف تعبيراتها وتجلياتها وكذا تفرد مكونات هذا التراث الحضاري إلى جنب التعريف بإبداعات الفنانين المغاربة وإسهاماتهم في تطوير الفن التشكيلي المغربي المعاصر . وقال بيدرو مارتنيز أفيال المدير العام ل ” البيت العربي ” إن هذا المعرض الذي يندرج تنظيمه في إطار البرمجة الثقافية لهذا الفضاء يهدف إلى تقريب الجمهور الإسباني من الفن المعاصر المغربي من خلال أعمال فنية أبدعها فنانون موهوبون يمثلون أربعة أجيال . وأضاف أن هذه المبادرة تروم أيضا تكريم والاحتفاء بالمعهد الوطني للفنون الجميلة في تطوان الذي يمكنه أن يفتخر بما حققه منذ افتتاحه عام 1945 من تكوين خريجين من الفنانين المغاربة برزوا في مجال الفن التشكيلي على مستوى العالم بما اكتسبوه من خبرات وتقنيات وما يمتلكونه من مهارات مشيرا إلى أن هذه الأعمال الفنية التي أبدعها هؤلاء الفنانين تعكس بحق دينامية وثراء الفن المغربي الحديث والمعاصر . وأكد مارتنيز أفيال المدير العام ل ” البيت العربي ” في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن مؤسسة ” البيت العربي ” تهتم بتنظيم العديد من التظاهرات والأنشطة سنويا بهدف إبراز الإنجازات التي حققها المغرب في مختلف المجالات مضيفا أن المملكة التي أضحت تحتل مكانة متميزة على المستويين الإقليمي والدولي تستحق التكريم والاحتفاء والإشادة بجهودها لصالح الفن والإبداع والابتكار . وبرأي الفنان التشكيلي سعيد المساري فإن الأعمال الإبداعية التي يتضمنها هذا المعرض وإن كانت تمتح من اتجاهات فنية متنوعة ومسارات ومدارس متباينة فإنها جميعها تسلط الضوء على ثراء وتنوع الفن التشكيلي المغربي المعاصر خاصة وأن مبدعيها هم جميعهم من خريجي المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان . وأوضح المساري أنه يشارك في هذا المعرض بعشرة أعمال فنية تم إبداعها على ورق أعاد هو تدويره مشيرا إلى أن لوحاته تعكس كلها قصصا ومحكيات وتثير تساؤلات حول الطبيعة والروح والمادة وكذا الهوية والعلاقة بين الإنسان والتكنولوجيات الحديثة كما أنها وسيلة لحث الحواس على الاشتغال لاستكشاف هذا الشغف بالألوان والاحتفاء بالضوء والظلال . من جانبه عبر الفنان خالد البكاي عن فخره بمشاركته في هذا المعرض بآخر أعماله الفنية التي استلهم أغلبها من مكونات الموروث الثقافي الصيني مشيرا إلى أنه اشتغل في أعماله الفنية الثمانية المعروضة في إطار هذه التظاهرة على الخطين الصيني والعربي وكذا على الألوان الزاهية خاصة الأحمر والذهبي وهي المستعملة بكثرة في الصين . أما الفنانة مونية التويس فترى أن أعمالها الإبداعية المعروضة التي اشتغلت عليها تكرم من خلالها المعلقات خاصة معلقات امرئ القيس وعمر بن كلثوم والحارث بن حلزة وعنترة بن شداد في محاولة لتقريب الجمهور الإسباني من تنوع الثقافة العربية . في حين أكد الفنان أمين أسلام أن لوحاته الفنية تبرز الموروث الثقافي المغربي وكذا التراث الأندلسي من خلال استحضار مجموعة من التقنيات مثل النحت والسيراميك والرسم مضيفا أن الفن المغربي الحديث والمعاصر بما يشمله من إبداعات وأعمال تشكيلية راقية يستحق أن يتم التعريف به والعمل على إشعاعه وتقريبه من الجمهور الإسباني في إطار التبادل الثقافي بين المغرب وإسبانيا . وقد تميز افتتاح هذا المعرض بحضور سفيرة المغرب في إسبانيا كريمة بنيعيش والعديد من الفنانين والمبدعين وشخصيات من عالم الثقافة والفن والفكر .