أكدت السيدة لطيفة أخرباش رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) ،في سبليت بكرواتيا ، أن عمل ومهام (الهاكا) لضمان وتعزيز التنوع يستمد قوته وأسسه من الدستور المغربي . وأبرزت السيدة أخرباش، متحدثة خلال الجلسة الافتتاحية للدورة ال26 للمؤتمر الدائم للوسائل السمعية والبصرية في حوض البحر المتوسط (كوبيام) المنعقدة تحت شعار “تغير المجتمعات :التواصل مع التنوع ” ، أن للإعلام دور خاص في الدورة الاجتماعية لمفهوم التنوع وتعدد جوانبه وتمظهراته . وأضافت السيدة أخرباش ، التي شاركت في مؤتمر (كوبيام) الذي جرى من الخميس الى اليوم السبت على رأس وفد من (الهاكا) ، أن هناك طلبا قويا في جميع أنحاء العالم لحقن الفضاء العمومي ، بتعبيرات متعددة تعكس التنوع البشري والثقافي. ورأت رئيسة (الهاكا) أن هذا المطلب الملح المتزايد هو النتيجة الطبيعية للتقدم الديمقراطي والاعتراف المتنامي بحقوق المواطنين ، ولكنه يشير أيضا إلى التحديات الجديدة المتمثلة في توطيد الرابطة الاجتماعية في عالم يمر بتغيرات عميقة، لا سيما نتيجة التطور المضطرد لتكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال. وبخصوص المغرب ، قالت السيدة أخرباش إن (الهاكا) أدرجت ،على سبيل المثال ، في أجندة عملها التعاطي الصحافي لشأن الهجرة واحترام حقوق وكرامة المهاجرين غير النظاميين والمهاجرين النظاميين ، بالنظر إلى حالة الهجرة المتغيرة في البلاد. وفي هذا السياق ، أشارت رئيسة (الهاكا) إلى أننا نشهد ، على المستوى العالمي ، تجدد الخطابات القومية والتطرف وكراهية الأجانب ،والتي كثيرا ما يتم الترويج لها عبر وسائل الإعلام الجديدة ،ولكن أيضا بواسطة وسائل الإعلام التي تعرف بالتقليدية. وفيما يتعلق بالتجربة المغربية ، أكدت السيدة أخرباش أن الضابط و المنظم لعمل وسائل الإعلام فيما يتعلق بضمان وتعزيز التنوع ، يجد قوته الأولى في حقيقة أنه يتبع ويصاغ بأحكام الدستور وخاصة دستور عام 2011 ، الذي شكل نقطة تحول ديمقراطية رئيسية. وأضافت السيدة أخرباش أن (الهاكا) في إطار بلورتها لهذه المهمة ، تتبنى نهجين متكاملين: مراقبة احترام التنوع من زاوية المضامين التي تبث على الشاشات أو على أمواج الإذاعات ، من جهة ، و يركز النهج الآخر على تطوير التواصل السمعي البصري من حيث الجودة واحترام المعايير المهنية والأخلاقية من خلال الضابط المشترك والخبرات ، من ناحية أخرى. وفي الختام ، أكدت رئيسة (الهاكا) أن التحدي الأكبر يكمن في إنجاح تشبيك جميع الجهات الفاعلة في النظام الإعلامي حول القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية لمسألة التنوع ، لا سيما في عصر الثورة التكنولوجية الرقمية ، التي وسعت بشكل كبير فرص الوصول إلى المعلومات والمعرفة ،وزادت من فرص التفاعل الثقافي بين الأفراد والجماعات ذات الأصول المتنوعة ، لكنها أيضا ، تثير مخاوف جديدة حول خطر الهيمنة الثقافية و اللغوية. وكان وفد (الهاكا) ،الذي ترأسته السيدة لطيفة أخرباش ، مؤلفا من السادة علي البقالي الحساني وعبد القادر الشاوي ، عضوي الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ، وكذلك خالد وايري ، مستشار لدى رئاسة الهيئة . ومثل المغرب في هذا المؤتمر مسؤولون من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون و مؤسسة (صورياد دوزيم) ، وكذلك الرئيس التنفيذي لراديو هيت. وتجدر الإشارة إلى أن (كوبيام )، التي تأسست في القاهرة في عام 1996 ، ومقرها التشغيلي في روما ، هي منظمة غير ربحية مكرسة لتعزيز الحوار بين الثقافات والتعاون الدولي بين الجهات الفاعلة في القطاع السمعي البصري و وسائل الإعلام في منطقة البحر الأبيض المتوسط. و تضم اليوم 70 هيئة من 26 دولة من ضفتي البحر الأبيض المتوسط ، بما في ذلك 35 محطة إذاعية وتلفزيونية عمومية .