تعيش مدينة الرباط منذ ليلة أمس الجمعة إلى غاية حدود الساعة، استنفارا على مستوى جميع مصالح وزراتي الداخلية والتعليم، بسبب النزوح الجماعي لأساتذة التعاقد نحو الرباط من أجل تنظيم مسيرة حاشدة للتعبير عن رفضهم ل”العرض الحكومي” الذي ألغى نظام التعاقد لكن دون الإدماج في أسلاك الوظيفة العمومية. ومن المنتظر أن تشكل مسيرة الشموع المزمع تنظيمها مساء اليوم بشوارع الرباط، نقطة انعطاف في علاقة الدولة بأساتذة التعاقد، حيث لم يتأكد هل ستقوم وزارة الداخلية بتنسيق مع رئيس الحكومة بمنع مسيرة اليوم وفض الاحتجاج بالقوة، أم ستترك المتعاقدين يحتجون بحريتهم. كما قرر المتعاقدين تنظيم معتصم ليلي يوم غذ الأحد بالرباط. واستطاع نحو 55 ألف أستاذ متعاقد أن يضغطوا على وزارة التربية الوطنية من أجل صرف أجورهم التي توقفت في بعض الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين. وأرغم المتعاقدين الحكومة من أجل مراجعة النظام الأساسي الخاص بأطر الأكاديميات في دورة استثنائية عقدت يوم الأربعاء 13 مارس الجاري على صعيد 12 أكاديمية جهوية للتربية والتكوين، لكن هذا العرض رفضه المتعاقدون حيث لا يزالون مصرين على الاحتجاج. وقالت استاذة متعاقدة ل”كود” إن “الوزارة فشلت في ايجاد حلول حقيقة لهذه الأزمة، إذ رفض الاساتذة المرسمين تعويضنا في الأقسام، كما رفض اساتذة التربية غير النظامية تعويضنا”، مضيفة ل”كود” :” اليوم اما ان تستجيب الحكومة لمطلب الادماج وإما فنحن أمام أكبر أزمة تهز قطاع التعليم خصوصا أن النقابات بدورها انخرطت في مطالبنا”. وصرح رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بأن “التوظيف الجهوي خيار استراتيجي للحكومة لا رجعة فيه”. وقال مصدر نقابي ل”كود” :” التوظيف الجهوي لا يوجد له أثر في البرنامج الحكومي ولا في ميثاق اللاتمركز الاداري ولا في النظام الأساسي للوظيفة العمومية، ولا في أي بلاغ من بلاغات المجلس الوزاري المختص بالاستراتيجيات ولا في أي خطبة من خطب الملك”.