يوجد مستوى صحي لاستهلاك الكحول”، هذا ما كشفت عنه الدراسة الأكثر شمولية وتفصيلاً التي أجريت على آثار الكحول، ما يشير إلى “أن الوقت قد حان لتفكر الحكومات في نصح الناس بالامتناع تماماً عن تناولها”، بحسب ما نقلت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية التي نشرت تقريراً عنها. وأُنجزت الدراسة بإشراف Global Burden of Diseases study، وهو مشروع مقره جامعة واشنطن في ولاية سياتل، يُنتج أكثر البيانات الشاملة عن أسباب المرض والوفاة في العالم. والدراسة الضخمة، أُجريت في 195 دولة في الفترة بين 1990 و2016، وحقّق الباحثون في معهد القياسات والتقييم الصحي في مستويات استهلاك الكحول والآثار الصحية. واستخدم الباحثون بيانات من 694 دراسة لتحديد كيفية شرب الكحول عموماً، وأخرى من 592 دراسة طاولت 28 مليون شخص في جميع أنحاء العالم لتحديد المخاطر الصحية. وتقول الدراسة إن تناول الكحول أدى إلى 2.8 مليون حالة وفاة عام 2016. وكان هذا عامل الخطر الرئيسي للوفيات المبكرة والإعاقة في الفئة العمرية 15 إلى 49 سنة، وهو ما يمثل 20 في المئة من الوفيات. وتبين أن “عادات شرب الكحول الحالية تشكل تداعيات وخيمة على صحة السكان في المستقبل في غياب التدخل السياسي اليوم”، مشيرة إلى “إن تعاطي الكحول يساهم في خسارة الصحة ويؤثر بشكل كبير على طول العمر، لا سيما بين الرجال”. وتكشف أن الدلائل الصحية كانت تشير حتى اليوم إلى “فوائد صحية” يجنيها الناس من كأس أو كأسين من النبيذ أو البيرة يومياً، لكن “تظهر نتائجنا أن المستوى الأكثر أماناً من الشرب هو لا شيء”.