حذرت دراسة بريطانية حديثة، من أن زيادة الوزن في مرحلة الشباب، قد تغير بنية القلب إلى الأسوأ، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وتضخم عضلة القلب في وقت لاحق من العمر. الدراسة أجراها باحثون بكلية الطب جامعة بريستول البريطانية، ونشروا نتائجها، اليوم الإثنين، في دورية (Circulation: Journal of the American Heart Association) العلمية. وأوضح الباحثون أن دراسات سابقة ربطت بين زيادة الوزن، وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لكن الدراسة الجديدة تبحث في سبب هذه العلاقة. وقام الباحثون برصد تلك العلاقة باستخدام ثلاثة أنواع مختلفة من التحليل الجيني للكشف عن الأدلة التي تربط بين زيادة مؤشر كتلة الجسم – الذي يفحص العلاقة بين طول ووزن الجسم وتقدير كمية الدهون- وحدوث اختلافات محددة في القياسات القلبية الوعائية. واستخدم الباحثون بيانات آلاف الأطفال والشباب الأصحاء البالغين من العمر 17 إلى 21 عاما في بريطانيا للوصول إلى نتائج تلك الدراسة. ووجد الباحثون، أن زيادة مؤشر كتلة الجسم ارتبط مع تفاقم خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وتضخم البطين الأيسر في القلب، وأدى إلى تغيير بنية القلب لدى الشباب، ما زاد من فرص إصابتهم بأمراض القلب عند الكبر. وقالت الدكتورة كاتلين وادي، قائد فريق البحث إن “النتائج التي توصلنا إليها تدعم الجهود الرامية إلى خفض مؤشر كتلة الجسم في نطاق طبيعي وصحي في الصغر، للوقاية من أمراض القلب في وقت لاحق من الحياة”. وأضافت أن “سماكة جدران الأوعية الدموية تعتبر أول علامة على تصلب الشرايين، وهو مرض تتراكم فيه لويحات دهنية داخل الشرايين وتؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، وتشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم يسبب تغيرات في بنية قلوب الشباب، تقود إلي تصلب الشرايين”. وكانت دراسات سابقة، ذكرت أن إصابة الأطفال بالسمنة في عمر مبكرة تعرضهم لخطر انخفاض معدلات الذاكرة والذكاء، وتؤثر على أدائهم في الاختبارات الإدراكية، بالإضافة إلي أمراض العظام. ووفقا للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن إصابة الأطفال بالسمنة المفرطة، تعد مصدر قلق كبير على الصحة العامة في أمريكا؛ حيث تصيب نحو 17 بالمائة من الأطفال والمراهقين (بين عامين و19 عاما)، ما يعرضهم لزيادة خطر إصابتهم بالأمراض المزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.