الوزير الفيلسوف الذي كان يدرس التلاميذ أكلة البطاطس و زوز يصطاد السمك صار عالما في شؤون الأسفار و الرحلات داخل الذات.. لسنا في حاجة لسفر ولا لعطلة يمكن أن نضجر منها في ثاني يوم والافضل هي رحلة الذات ..الغوص في الداخل الى الداخل فوق السطوح أو في بيت مشترك مع الجيران .. السعادة مسألة نسبية .. الوزير يفهم خير منا. يمكن لنا أن نكون في قمة السعادة و الفرح و السرور بلا حاجة لعطلة و لا سفر و لا قطار يتأخر و لا كار يوزع أكياس بلاستيكية في المنعرجات لحاجة في نفس يعقوب كما وضحت لنا أمينة الصيباري في رحلتها من بني ملال الى وجدة.. لا تفكروا في السفر . العطلة بدعة و قطعة من الجحيم. و الحل فوق السطوح. لا داعي للسفر.. سافروا في أغوار النفس و ستكتشفون أنها مع الزلط و الفقر أمتع من بحر الكارايبي و جزر الماركيز و الكوت دازور وأرخبيل اليونان و ميامي و خليج المكسيك.. الأستاذ يقدم لنا الحل و النصيحة لله بعد أن قطع الواد و نشفت قداماه و ما أحلى العطلة و أنت وزيرا بعد أن كنت تدرس أكلة البطاطس . العطلة كلها متاعب و مشاكل و حرق أعصاب و تبذير مال نحن في حاجة إليه و السفر يمكن أن يكون داخل الذات و النفس مثلما يفعل جلال الدين الرومي و كبار المتصوفة في العالم و شعراء الهايكو.. هذا درس و نصيحة الوزير المواطن.. هذا الامام الشاذلي المغربي الصوفي القطب يعلمكم أيها القوم كيف تسافرون في الذات..فوق السطوح مع سطل ماء ترش به بطنك كلما إشتد الحرو تحمد الله على نعمه.ومادام الوزير ساهرا قلقا مفكرا متأملا في معاني عطلتنا فلا خوف و لنطمئن.. لماذا أيها الكدح تتعبون أنفسكم بالتنقل على تريبورتيروشاحنات الخضر والسكن قرب شاطئ أو مخيم في بيكوب وتدخين ماركيز سيجارة الرجال وأكل الدلاح الذي يصيب بالأسهال والهندي الذي تعفن هذا العام قبل موعده في ظل المغرب الأخضر. لماذا كل هذه المتاعب. جربوا أن تتأملوا القمر والنجوم و لعب الضامة فوق السطح والغطس في بانيو ماء ومشاهدة فيلم الرسالة للمرة الاربعين في سعادة قل نظيرها. شكرا لك السيد الوزير الفيلسوف المواطن المحترم على النصيحة..