أثارت الحوادث التي وقعت مؤخرا بعدد من المراكز الاستشفائية بعد تعطل المصاعد “السانسور” وسقوط ضحايا جراء ذلك، سواء بالرباط العاصمة أو بمدن اخرى كسلا ومكناس، تساؤلات جدية حول تمكين وزارة الصحة للحد الأدنى من الوسائل اللوجيستيكية للحفاظ على صحة المرضى من جهة وتوفير الظروف الملائمة للأطر الطبية العاملة بالمستشفيات. حادثة يوم الخميس بمستشفى العياشي التابع لمديرية المركز ألاستشفائي الجامعي أبن سينا، والتي وقعت لمدة ساعة من الثانية عشر الى الواحدة زوالا، عندما تعطل مصعد كاد ان يؤدي بحياة ممرضتان وثلات اطر طبية ومواطنين، خلقت حالة من الدعر والهلع و تسبب في اختناق ممرضة نقلت على وجه السرعة الى مستشفى مولاي عبدالله بسلا لتلقي العلاج. حادثة أخرى وقعت في نفس الأسبوع حادثة مماثلة بالمستشفى الاقليمي محمد الخامس بمكناس التي ادت بوفاة مأسوية لمستشار جماعي ومتقاعد بوزارة الصحة، مما دفع بالسلطات المعنية إلى فتح تحقيق في الواقعة. وبالعودة إلى بيان سابق لوزارة الصحة، نشر قبل سبعة أشهر، والذي جاء فيه :”حرصا من المركز الاستشفائي على تسهيل الولوج الى مختلف خدماته، حفاظا منه على سلامة مرتفقيه، لا سيما مستعملي المصاعد، عمد خلال السنة الماضية الى فتح طلب عروض للتعاقد مع مكتب للمراقبة متخصص في هذا المجال، أوكل اليه إجراء مراقبات وفحوصات تقنية ودورية، خلصت الى صياغة تقرير مفصل عن حالة مختلف المصاعد المتواجدة بالمركز والتي يبلغ عددها 45 مصعدا و5 ناقلات للمعدات “. ومع حادثة اليوم يتأكد أن تلك الوعود بقيت حبرا على الورق، حسب فاعلين نقابيين في ميدان الصحة. حبيب كروم، مسؤول نقابي نشيط بالمركز الاستشفائي بمولاي يوسف بالرباط، قال في تصريح ل”كود”: لقد سبق وان نبهنا مدير المركز الاستشفائي ومن خلاله وزارة الصحة أن العاملين و المرضى يعانون تكرار الاعطاب بمصاعد المستشفيات التابعة للمديرية المذكورة”. وأضاف كروم قائلا إن “التسيير الحالي العشوائي و غياب الصيانة والمراقبة طال أمده علما أن المركز الذي يتوفر على 45 مصعدا وخمس ناقلة للمعدات تشهد بين الفينة والاخرى اعطاب متكررة يتطلب معها نقل المرضى عبر الادرج مما يزيد من معاناة العاملين والمرضى”. وتابع المسؤول النقابي :” مدير المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا لم يستسغي هذه الوقائع التي اثيرت بالمنابر الاعلامية الوطنية ليصدر معها بيانا حقيقة بتاريخ 31 غشت 2017 يهم المصاعد المتواجدة بالمستشفيات التي يديرها علما ان لحدود كتابة هذه السطور تتواجد مجموعة من المصاعد الفها الجميع معطلة”. ودعا المتحدث على أن مديرية المركز الاستشفائي تعيش مجموعة من الاختلالات تهم جوانب التسيير والتدبير وجب معها التدخل العاجل من اجل ارجاع ألامور الى نصابها كما نطالب بفتح تحقيق جدي ومسؤول في واقعة مستشفى العياشي التي كادت ان تكون كارثية على غرار حادثة المستشفى الاقليمي محمد الخامس بمكناس.