كان لي سبق السؤال عن ماذا يوجد في بطن دنيا باطما. وقد تابعتها. وتابعت انتفاخ بطنها صحفيا منذ شهرها الأول كطبيب توليد. وحاولت قدر الإمكان أن أكون مهنيا. وغطيتها. وكنت أعرف بحاسة الصحفي المتمرس أنها ليست أي بطن. وأنها استثنائة. ونجمة. وستكون مثار اهتمام الجميع. وأن الرضيعة التي ستخرج منها سوف تخلق الحدث. كنت متأكدا من هذا الأمر. ومن خلال التجربة. كنت متيقنا من حفل العقيقة الأسطوري هذا. ومن كل هذا الذهب. وهذه الهدايا الثمينة. وكل هذا البذخ. ومن حضور كل هؤلاء النجوم. وقد كنت مدعوا. وكان معي ميكرو كود. لكني لم أحضر. وقاطعت الحفل. حفاظا على حيادي الصحفي. وكي لا يأتي أحد ويقول لي أنت ضد ابتسام تسكت. وتجامل دنيا. وكي لا يحسب علي هذا الظهور. وقد اشتريت الهدية. وتوجهت إلى مراكش. وبعد أن علمت من خلال مصادري الخاصة أن ابتسام تسكت غير موجودة. عدت أدراجي. فأنا حريص على أن أكون على مسافة واحدة من الاثنتين. ولا أريد أن يفهم تواجدي في حفل العقيقة خطأ. وكنت أتمنى صادقا أن تتوقف الحرب بين النجمتين. وأن تكون العقيقة مناسبة للصلح بينهما. كنت أعول على ذلك. لينتهي التوتر في المغرب. ولنبدأ سنة جديدة بمصالحة تاريخية. وليحدث الانفراج في المغرب. ويصبح لنا نحن أيضا وزير صحة ووزير تعليم كما هو الحال في كل العالم. لكن يبدو أن الخلافات بين ابتسام وتسكت لن تحل في سنة 2018. وأن لا سلام في الأفق. ناهيك عن المعارك الجانبية بين دنيا وربيبتها. التي اتهمتها في وقت سابق بأنها سرقت ملابسها. وفتح باطما لأكثر من جبهة. واستعمالها لسلاح ضرب الخصوم باللهجة الخليجية. ورد ابتسام تسكت عليها بالغناء ب"لغة بيضاء"، وبرموش عينيها، مع إشهار جمالها واستعراض قوتها. وربما لا يقدر بعضكم خطورة الخصومة بين الفنانتين. ولا تتابعون حالة التقاطب الحاد والاصطفافات التي تخلقها. وحجم الفيديوهات. والأخبار. والمتابعات الصحفية. كما لو أنها حرب مغربية مغربية، تتدخل فيها قوى خليجية. حتى أن دنيا باطما طلبت منا في سهرة رأس السنة في قناتنا الأولى المغربية أن نصفق لها "صفكة"، وتكلمت معنا كما لو أننا نسكن معها في الخليج. وأمام وضع كهذا. يصعب أن نتوقع انفراجا في وضعنا السياسي في هذا العام الذي بدأناه للتو. فكل المعطيات تنبىء بتفاقم الأزمة. وأن رئيس الحكومة لن ينجح في ملء النقص الحاصل في حكومته. وأننا قد نعيش لسنوات دون وزير صحة. و دون وزير تعليم. وسنكتشف أن هذه القطاعات لا أهمية لها. ومجرد ترف. والدليل أننا عشنا كل هذه المدة دون الحاجة إلى وزير صحة. والموسم الدراسي يمضي إلى منتصفه. بينما لم يشعر أحد بالحاجة إلى وزير. والإصلاحات ماضية في طريقها. وسعد الدين العثماني لا تفارقه الابتسامة. ولا ينقصنا إلا أن تتصالح دنيا مع ابتسام ولذلك لم أحضر ولم ألب الدعوة كي لا أساهم في تأجيج الوضع وكي أحافظ على مهنتيتي وحيادي وعلى الاستقرار الذي نتمتع به فكلنا مغاربة وواجبنا أن نبقى جميعا فانز للنجمتين وألا نميل إلى أي واحدة منهما فهما معا مفخرة لنا وتعكسان إبداعنا وتقدمنا وما وصلنا إليه كشعب وكدولة في الوقت الحالي.