قد يفقد الاتحاد الاشتراكي فريقه البرلماني. وربما فقده. وقد يختفي. ولا يظهر له أثر. وقد يصبح خيالا. وقد يتقلص. ويتقلص. ويصغر. ويصغر. ويصبح إبرة. أو دبوسا. وقد يتحول إلى قشة. أو ذرة غبار. وقد يظهر لكم أنه انقرض. ولم يعد موجودا. بينما كل هذا مجرد خدع بصرية. والاتحاد الاشتراكي. مازال كما هو. قويا. ومؤثرا. وقد لا يظهر لكم بالعين المجردة. ولا يراه العامة من الناس. وكي تراه. يلزمك عمق. وبعد نظر. ونبش. وحفر. وتلزمك أدوات معرفية. وخبرة. وتكنولوجيا حديثة. وعلم بجديد النانو. بينما هذا غير متوفر في أهل الظاهر. الذين لا يرون أبعد من أرنبة أنفهم. إنه في أيد أمينة. ولا خوف على الاتحاد الاشتراكي. ثم ما حاجته إلى فريق. وما حاجته إلى زحمة ونواب كثر. فهو لا تعنيه المقاعد. وليس جائعا. ولا شرها. ويهمه الكيف لا الكم. ومنذ سنوات قد اختار الاتحاد الاشتراكي أن يكون رشيقا. وسيكسي ومواكبا للموضة الجديدة. ومنذ مدة وهو يمارس حمية قاسية لتخسيس الوزن. ولشفط دهون الماضي والتاريخ والجماهير الشعبية. وليتخفف من وزنه الثقيل. ومقتنع إيديولوجيا أن البطنة تذهب الفطنة. ولا تغرنكم المظاهر. فهو بين أيد أمينة. وتتذكرون ما قاله عزيز أخنوش عنه بالحرف أيام البلوكاج. فقد عاهدنا أنه لن يتخلى عن الاتحاد الاشتراكي. وقال إنه حزب كبير. وأنه مفيد لنا في الخارج. لكنكم لا تهتمون إلا بالقشور. وتظنون أن الكم أهم من الكيف. وحزب بقيمة الاتحاد الاشتراكي لا يعنيه أن يكون له فريق في شيء. فهو شبعان. ولا يتسابق على المناصب. ولا على الوزارات. بل هي التي تأتي إليه. وتعرض عليه نفسها. وتقول له هيت لك. وهو جميل كما تعرفون. ولا أفهم سبب كل هذه الضجة. وهل تتخيلون أن يتخلى عنه عزيز أخنوش. بعد أن خاض كل تلك المعارك من أجله. وأن يتركه يشعر بالنقص. ولا شك أنه سيطبطب عليه. ويحممه. ويدلكه. ويطعمه. ويعتني به. حتى يستعيد ثقته بنفسه. في هذا الزمن الذي لا تؤمن فيه الأحزاب إلا بالكم. وستقولون إن التجمع الوطني للأحرار هو الذي حرمه من مقعد. وهو الذي هزمه. لكنه الآن في حمايته. ويحبه ويعطف عليه. وحتى لو اشتدت الأزمة في الاتحاد الاشتراكي وحتى لو فقد كل شيء فلن يتركه عزيز أخنوش يواجه مصيره لوحده وسيحضنه ويحميه ويلحقه بالتجمع الوطني للأحرار ويشكل به قطاعا أو فرعا ولن ننسى يا عزيز أخنوش أنك عاهدتنا ألا تتخلى عن الاتحاد الاشتراكي ونحن نعول عليك ونصدقك فلا تخذلنا فكل مغربي له حكاية مع هذا الحزب وهو تاريخنا. وهو الذي علمنا. وربانا. وبه نعيش. وهو الآن لك وفي حزبك وإذا مرض فطببه وإذا اشتكى فربت عليه وإذا طلب مقعدا امنحه له إنه مجرد مقعد. بينما يحتاج إليه أكثر منك. في هذا العالم الذي لا يرحم. وفي هذا المشهد السياسي الذي لا يؤمن إلا بالمظاهر. ويسخر من الأحزاب التي لا فريق لها. خاصة تلك التي كانت كبيرة ويمكنك أن تتبناه. وأن تغطيه. ويمكنه أن تأخذه بالكامل. وقد وعدتنا أنك لن تتخلى عنه ووعد الحر دين عليه وأعداؤه اليوم يضحكون منه والخصوم يتشفون وقد سمعت أحدهم يقول إنه يستحق كل ما يقع له معتقدا أنك ستفرط في الاتحاد الاشتراكي وأنك ستتركه وحيدا بلا فريق ولا عناية ولا رعاية ولا مستقبل.