رغم الحراك الذي شهدته المنطقة الخليجية في الساعات الأخيرة بشأن الأوضاع بين قطر ودول الحصار، إلا أن الأزمة الخليجة راوحت مكانها، فبعدما توقع الكثيرون حدوث انفراجة في الموقف المتأزم بسبب اتصال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أعلنت الرياض في وقت مبكر من صباح السبت 9 سبتمبر 2017 أنها أوقفت الحوار مع الدوحة. وبعد وقت قليل من الإعلان السعودي بوقف الحوار مع قطر، أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصالات هاتفية منفصلة، مع 3 من أطراف الأزمة وهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وقال البيان إن "ترامب أبلغهم بأن الوحدة بين شركاء واشنطن العرب ضرورية لتعزيز الاستقرار الإقليمي وللتصدي لتهديد إيران". وأضاف البيان أن "الرئيس الأميركي شدد أيضاً على ضرورة تنفيذ جميع الدول التزامات قمة الرياض لهزيمة الإرهاب ووقف التمويل للجماعات الإرهابية ومحاربة الفكر المتطرف". وجاء ذلك بعد إعلان وكالة الأنباء القطرية أن أمير قطر أجرى اتصالاً هاتفياً مع ولي العهد السعودي بتنسيق من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن الاتصال بين ترامب والأمير تميم تضمن الحديث عن آخر "التطورات المتعلقة بالأزمة الخليجية في ظل مساعي الكويت لحلها عبر الطرق الدبلوماسية وعن طريق الحوار بين جميع الأطراف لضمان أمن واستقرار المنطقة." وأضافت الوكالة أن الرئيس الأميركي أطلع أمير قطر على "نتائج اتصاله مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان؛ والمباحثات التي أجريت في هذا الشأن مع أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح ضمن الوساطة الكريمة التي يقودها." وفجر اليوم السبت، قالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إن ولي العهد، تلقى اتصالاً هاتفياً من الأمير القطري. وأوضحت الوكالة أن الأمير تميم أبدى رغبته بالجلوس على طاولة الحوار لحل الأزمة الخليجية، بما يضمن مصالح جميع الأطراف، الأمر الذي رحب به ولي العهد السعودي. وأضافت الوكالة أن التفاصيل سيتم الكشف عنها لاحقاً، بعد تفاهم الرياض مع أطراف الأزمة الأخرى؛ الإمارات والبحرين ومصر. لكن بعد ساعات من الإعلان عن الاتصال بين أمير قطر وبن سلمان أعلنت الرياض، فجر اليوم السبت، عن تعطيل "أي حوار أو تواصل مع السلطة في قطر حتى يصدر منها تصريح واضح توضح فيه موقفها بشكل علني؛ وأن تكون تصريحاتها بالعلن متطابقة مع ما تلتزم به"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية "واس". هذه التحركات جاءت بعد وقت قليل من زيارة أمير الكويت الشيخ، صباح الأحمد الصباح، إلى العاصمة الأميركية واشنطن والتي التقى خلالها الرئيس الأميركي ترامب. وفي أثناء المؤتمر الصحفي بين ترامب وأمير الكويت، فجر الصباح مفأجاة كبيرة، وهي أن الوساطة التي تقوم بها بلاده أوقفت تدخلاً عسكرياً كانت تنوي دول الحصار فعله في قطر. هذه التصريحات الصادرة من أمير الكويت دفعت دول الحصار الأربع إلى إصدار بيان بأن التدخل العسكري في قطر لم ولن يكن مطروحاً في الأزمة. ومنذ الخامس من جوان 2017، وتعيش منطقة الخليج أزمة دبلوماسية لم تشهدها المنطقة من قبل، إذ أقدمت 3 دول خليجية وهي السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر، على قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع قطر، وفرض حصار بري وبحري وجوي على الدوحة، بزعم دعم قطر للإرهاب، التهمة التي نفتها الدوحة.