— إيلا كانت عندنا دولة "الحق والقانون" ضروري إكون التعذيب منبوذ، محرّم حتى "يرث الله الأرض"، وإلا ّ غادي تكون هاد العبارة غير هضرة خاوية، بلا حتى شي معنى ولا ّ طعم أو غير شعار من الشعارات الجوفاء، العرجاء. لأن التعذيب ديما مرتبط بأخلاق حاطة، سادية غير مبررة كاتقطر بالحقد، بالتخلف، بالكراهية الغير المقبولة، هدف التعذيب هو معاقبة، إهانة الشخص، المس من كرامتو، داير علاش ولا ّ ما دايرش، لأن جميع الإعترافات اللي كاتم تحت التعذيب باطلة، إيلا شبع بنادم هراوة أو أتّكرفسوا عليه بأبشع التصرفات ألا ّ إنسانية، اللي عطيتيه إوقّع ليك عليه أو تكتب ليه حتى "أنا ناكرة، بدون إسم ولا هوية، كما أقر على أنني ارتكبت جميع الجرائم المنسوبة لي"، أكيد غادي إوقع. التعذيب مرتابط غالبا بالإضطهاد، القمع السياسي، المغزى منو هي تحطيم، النيل من معنوية المعتقل، كاتّمرمد شخصييّتو، باغيا الدولة تسحقو بحال شي برغوتة ما كاتكول، تشرب غير الدمّ، أو الرسالة لوخرى اللي أهمّ هي تخويف، ترويع الشعب، أو اللي حلّ فومو يرعف ولا ّ القوق المشقوق فوق الريوس عامل بوق، يعني اللي دوى ولا ّ نتقد ذنوبو على راسو، فى هاد الحالة ما غاديش تكون عندنا "دولة الحق والقانون" ولاكن "دولة بوليسية" بحال تونس بن علي، حتى جرّى عليه الشعب أو كالس كايحاكم اليوما اللي مارس عليه البارح التعذيب، التعذيب سلاح، غادي ديما إكون سلاح الضعيف، السلاح ضد الديمقراطية، فى صالح الحكم المطلق أو قانون الغابة، القوي كايطحن الضعيف، كاياكول لحمو أو يشرب دمّو، يعني وحش "بجميع المقاييس". التعذيب ماشي غير جسدي، العنف، الضرب، الجرح، التنكيل، الرّكيل، ولاكن حتى اللفظي أو النفساني الناتج على يد التعذيب بحال عدم التركيز، الدخول أو الخروج فى الهضرة، دفعات ديال الصّهد أو البرد بلا حتى شي مبرر، النعاس بلا وقت، الإرهاق، الكوابيس، الخوف من بنادم، حتى من عائلتو أو صحابو، من البيبان المشدودين إلخ، يعني الذات رجعات غير خربة مهجورة، الهدف الرئيسي من التعذيب هو تحطيم الشخص، معناوييتو، مقاومتو. يمكن لينا نعتابروا التعذيب من أبشع الأعمال الوحشية اللي كاتّمارس على المعتقلين، بالأخص السياسيين، اللي فى الأصل نتهاكات سافرة ضد حقوق الإنسان الكونية المنصوص عليها فى ميثاق الأممالمتحدة اللي صادقات عليها أصلا المملكة المغربية، ماشي غير نستغلوا هاد المنبر باش ندافعوا على الوحدة الترابية، نكونوا نتقائيين، ولاكن نتبنّاوا حتى قوانين هاد المنظمة الدولية اللي فى العمق فى صالحنا باش نزيدوا ألّقدام، واش بغينا مجتمع واعي، فاهم، متفهم، ناضج؟ ولا ّ بغينا شعب كولّو عنف، ضرب، جرح حتى يتقلب السحور على السحّار؟ شنو هو الهدف لاخور من التعذيب؟ تغيير إرادة الشخص تحت ستعمال العنف الجسدي، اللفظي أو النفساني، يعني باغي أطّوعو، تعلّمو، تقرّيه الطاعة حتى إكون "عجينة" بين يدّيك أو تعمل بيه اللي بغيتي، فى القرون الوسطى فى أوروبا كان التعذيب مباح ضد العبيد أو ضد كول واحد سوّلات ليه نفسو ينتقد الحاكم. ولاكن هادا ما كايعنيش بأن التعذيب ما واردش بعض المرات فى أوروبا، حتى اليوما، كاينين حالات، هنى أو تمّا، ولاكن دائما كاتبقى حالات ستثنائية، يعني ماشي ممنهجة ولا ّ بمباركة الحكام، لا! فى غالب الأحيان شطط، عقدة سادية بعض المسؤولين اللي كايتحاسبوا من بعد. إيلا سلّطنا الضو على الجلادين، الساديين، غادي نلقاوْا بأن غالبا ما كاتوكّلهوم الدولة، تقول ليهم، هادوا أعداء الدولة أو كاتزوّدهم بإديولوجية، أفكار معينة، ضميص الكارطة: كاتقول للساديين، نتوما معا جيهة الحق أو ما كاتدريوا غير خدمتكوم، كاتساعدوا المعتقلين إيتوبوا أو إرجعوا للطريق إلخ. التعذيب ما عندو باش إفيدنا، غادي غير أنّتجوا أجيال حاقدة، كارهة اللي غادي تكون حتى هي عنيفة، ما كاتّسامحش، ما كاتّعاتقش، كيف كايقول المثل المغربي الرائع: "اللي زرع الشوك، ما يمشي حفيان".