— دفعت اخر عشرة اورو باقيا من غير جوج خمسينات لي عندي ف الجيب و ركبت ف التران العائد من اوباني الى مارساي..معصب و حزين و يمكن حتى خوفان ..كنبغي نغمض عيني ماشي تعبا لكن غي حيت مرة مرة كيبان لي ديك السيد للي جالس فالمقعد للي فالقاع هو الواليد كيقرا كتاب و ما باقي لو والو و غادي يعلي عينو و يشوف فيا باش يقول لي الهدرة ديالو الخالدة : "نتا و الله لا كان منك الربح" ..كنشوف فالناس للي جالسين حدايا ناعسين او كيقراو كتاب و كنسول راسي علاش ما كاينش موسيقى تصويرية حزينة باش نبكي..و كنفكر ف اني لو كان هاد الشي للي كنعيشو دابا فيلم و كنت انا المخرج ديالو كنت ضروري نحط موسيقى هندية مع المشهد ..هاديك بالضبط للي كتتحط ملي كيكتشف البطل ان صاحبتو عندها تاتواج فحال ديالو اذن هما خوت.. حيت انا ملي قال لي الطبيب العسكري البدين الاشقر المكور بحزن مصطنع و هو متكي بيد وحدة على مكتبه المعدني ان تخطيطات القلب بينت ان عندي مشكل فالقلب و انه غالبا عندي قلب فيه عيب خلقي نقدر نعيش بيه عادي لكن ما خسنيش نتواجد ف اماكن فيها ضغط كبير فحال الليجيون اترونجيغ..و انهم ما يمكنش يحتفظو بيا .. حسيت براسي ف فيلم هندي..واخا تخلعت و حطيت يدي بدون وعي على قلبي باش نتاكد انه باقي ف بلاصتو .. كنت باغي نقول لو :"لا ا دكتور راه خدام عادي" ..لكن ملي وراني التخطيط و شرح لي الامر بعجالة.. اول حاجة ضربت لي ف بالي هي انني من كثر حبي لشاروخان تحقق لي الحلم المراهقي ديالي متاخرا ب سنوات و وليت "امان" المريض بالقلب ف فيلم "كال هو نا هو"..رغم انه اذا جينا للصراحة حلمي كان هو اني نكون "ديفداس" ماشي "امان" باش نموت محطما حدا القصر د الحبيبة ديالي ..يمكن ما كنتش واضح فالدعاء ديالي ديك الساعة و يمكن هاد الشي للي توفر حيت حبيبتي ما عندهاش قصر و كتسكن ف حي شعبي, فكرت تا ف اني نقول لو ديك الهدرة ديال الافلام: ها عيش كام يا دكتور ؟ لكن الامور كانت "اوفر" بما يكفي ..و الطبيب كان ضجر فكتب التقرير دغيا و صدر معاه امر المغادرة تا جبرت راسي كنتسلم حوايجي و اغراضي و تلفوني السامسونغي ف الباب الخارجي ديال الثكنة.. خطوت خارجا ..و عدت للحياة المدنية..تركت نسيم شراز للارشيف لاعود نوفل الشعرة من جديد.. و بدا لي اني ساظل هذه المرة نوفلا للابد. ف المساء , بعد ما دفعت واحدة من ورقتي الخمسين اورو التي املك من اجل ليلة ف نفس الاوطيل للي كنت فيه سابقا ..اول حاجة عملتها ..رغم اني كنت من الصباح ما كليت شي حاجة و باقي اصلا ما جلست.. هي اني زولت التيشورت و حطيت يدي على صدري و تاكدت ان قلبي باقي كيضرب ب وتيرة عادية.. بان لي انعكاسي بديك الصورة فالمرايا و تفكرت مشهد من الماضي.. ديال ماما واقفة لي فوق راسي و انا طفل ف بني بوفراح ف الريف بعد ما جرحت كتكوت دجاجة ديال عمي ب حجرة و حاولت ندفنو حيا فالمطمورة للي كيستعملوها الروافة لخزن الزرع ..و هي كتقول لي : "نتا ما عندكش القلب" و قلت لراسي : "الامهات لا يخطؤون ابدا و اذا اخطؤوا ما كيبعدوش بزاف على الحقيقة"…بعدها جبدت تلفوني و تكونيكطيت بالويفي المجاني..حين كتغيب واحد المدة طويلة على عالم الانترنت و الفيسبوك ..كتتوقع ,او الاصح انك تأمل, انك ملي غادي تجي.. غادي تجبر عشرات الميساجات اللي كتسول فيك .. و ان الناس للي كتعرفك او كيقراو لك او للي كتهدر معاهم ف ميسنجر او واتساب غادي يفتقدوك و غادي يسولو فيك ..لكن هاد الشي للي كتأمله نتا بوحدك و لا علاقة له بالواقع..حيت الحقيقة هي ان الحياة كتستمر بيك و لا بيك و اذا كنتيش شي شخص خارق للعادة ..و هو امر مستبعد لانسان مغربي ..ف الغياب كيعني النسيان.. و من غير اسرتك و اصدقائك المقربين اذا وجدوا انت لا تشكل فرقا لاحد…انا جبرت مساجات ديال ناس قليلة متوقع انهم يسولو فيا..ديال للي كنعرفو و تا ديال للي ظنيت اني كنعرفو ..سبقت الاهم و شرحت الامر بعجالة للدار حيت الخيارات ديالي كانت محدودة و الفلوس تا هي ..و كان خسني بلان واجد صباحا قبل ما تنتهي اقامتي ف الفندق و نجبر راسي بدون اي حل خارجا.. شوفت تصاور بناتي للي صردت ماماهم ف غيابي ..و هدرت مع سارة بنتي اوديو و قالت لي "فين تينا؟ " ف حاولت نشرح لها على قد ما قدرت لكنها يمكن ما فهمتش ف عاودت سولاتني"و فوقاش اتجي" قلت لها "قريب واقيلا "ف قالت لي "يا الله باباي انا نمشي نكمل اللعبة ديالي" و قطعت.. هدرت مع الواليد و مع صاحبي سقراط, نصيحتهم بجوج كانت انه ما دام جيت ف ما بقا رجوع للمغرب و لازم نمضي قدما..و انه لابد اني نضبر لراسي حل ..با كان صاحب اقتراح اني نستغل الايام الباقا لي فتاريخ صلاحية الفيزا و نمشي لبروكسيل عند قريبي..خصوصا و ان عائلتي ف بلجيكا اكبر و اقرب..و مع الاشاعات المنتشرة على ان بلجيكا غادي تفتح الوراق و تسوي الوضعية ف بداية شتنبر القادم, و موافقة قريبي محمد الحارة ل فكرة اني نجي نبقا معاه الى ان يظهر شي حل ..بدات كتبان لي بلجيكا ك حل ل كاع مشاكلي او على الاقل ملجأ مؤقت حتى تتضح الامور..ما كنتش عارف ف ديك الساعة اني سأظل فيها للابد و انه بمجرد ان ادخلها ..ستتغير حياتي للابد .. بقات فقط مسالة اني نستنا توصلني الفلوس للي تقدر تكفيني…هدرت مع صاحبي منعم للي تكفل بانه ينقل للي غادي نحتاج من المغرب لفرنسا عبر صديق كيعرفو مقيم ف فرنسا ..حيت سياسة المغرب ف الدوفيز كتتوقع منك ك واحد زماكري مقيم فالخارج و "مرحبا بيه ف بلادو" انك تصرد فلوس ف اتجاه المغرب ماشي العكس للي هو ممنوع ف حالتي الا بموافقة مكتب الصرف..اتفقنا مع الصديق انه مقابل انه يصرد لي فلوس غدا ل مارساي, اهله فالمغرب يتسلمو نفس المبلغ فحسابهم البنكي المغربي .. نعست ديك الليلة و حلمت ببزاف د الحاجات الداخلة ف بعضها ..و اضطريت نفيق بالليل نتمشا ف الغرفة بعد ما عاد مرض اعصاب المعدة ..للي كان كيجيني فالمغرب و كيخليني فايق ف ديك الليالي الباردة البعيدة ..للظهور لاول مرة منذ مجيئي لفرنسا ..رغم ذلك حاولت اننعس لانه لابد اتي نغادر الفندق ف الصباح و نمشي نبقا مستني الفلوس حتى يوصلو ..و للي رغم اني غادي نستناهم جالس النهار كامل ف محطة سان شارل حدا اقرب مطعم لماكدونالد حيت تما فقط نقدر نشد ويفي مجاني..الصديق ما غاديش يلحق ديك النهار يصرد الفلوس.. لكن في نفس الوقت سينبت من الفراغ حمزة محفوظ الكازاوي متخفيا وراء شارب خليجي و غادي يعرضني اني نبات معاه..و بعد يوم واحد, ساغادر مارساي متجها نحو بروكسيل.. على متن القطار..نائما ..حلمت اني واقف ف سطوب د بني مكادة على متن سيارة رباعية الدفع مرقمة ببلجيكا و كنستنى الضوء يشعل بينما كنشوق فالمرايا بنتي الصغيرة ندى كتلعب فالكرسي الوراني .. كنسمع صوت كنعرفو ..يخاطبني و كيقول: " خاي ..شي درهم"..كندور نشوف وجهو لكني كنفيق قبلها على صوت ان القطار وصل بروكسيل. (يتبع) —